فشل "المنتدى" في تحديد رئيسه الدوري، هل يمهد الطريق للاتفاق على مرشح موحد لرئاسة البلد ؟
تسود حالة من الإحباط جمهور المعارضة، بسبب فشل أبرز مكوناتها "المنتدى" في تجاوز استحقاق يـُفترض أنه إجراء تلقائي، ديمقراطي تم حسمه بالاتفاق مسبقا، وهو نقل الرئاسة الدورية للمنتدى من قطب الأحزاب السياسية، إلى قطب الشخصيات المستقلة، والمفارقة أنه في الوقت الذي يختلف فيه قادة المنتدى على هوية الرئيس الدوري له، يحاولون حسم هوية الرئيس المقبل لموريتانيا، أو على الأقل الاتفاق على مرشح موحد للمنصب الأعلى في البلد !.
ويطرح المراقبون للوضع السياسي أسئلة عن أسباب أزمة الرئاسة في المنتدى في هذا التوقيت بالذات، ؟؟ وهل يتعلق الأمر بقطع الدعم، - وربما ضبابية الرؤية- القادمة من الخارج ؟، أم أن المنتدى، كإطار سياسي جامع لمكونات متعددة لم يعد قادرا على الاستمرار، وهو ما يفسره غيابه عن المشهد السياسي منذ ثلاثة أشهر، حيث لم يسجل له أي نشاط يذكر..؟.
أزمة الثقة التي تعصف بالمنتدى عمقتها التسجيلات الأخيرة المسربة لعضو مجلس الشيوخ المـُلغى محمد ولد غده، وبدا أن قادة المنتدى لم يعودو حتى قادرين على نقاش داخلي عميق، لأنهم لا يعرفون متى سيتم تداول مضمون ذلك النقاش على العلن، ومن سيقوم بتسريبه، وبحسب العبض فإن أزمة المنتدى هذه المرة عميقة، وستنتهي به إلى احتمالين، إما مزيد من التشرذم، والتفكك، بعد أن شق ولد بتاح عصى إجماع المنتدى، وشارك في الاستفتاء الشعبي، وهي المشاركة التي أغضبت المعارضة، ولم ترض النظام، وكان تأثيرها محدودا للغاية، فالتصويت بالمقاطعة الذي تبناه لم يأت بنتائج تذكر.
والاحتمال الثاني أن يظل المنتدى في حالة "موت سريري"، دون أن تـُحرر شهادة وفاة هذا الإطار السياسي الفريد من نوعه، وبانفراط عقد المنتدى سيكون من شبه المستحيل محاولة خلق إجماع للمعارضة على أي موقف، أحرى مرشح موحد لرئاسة الجمهورية- بحسب المراقبين-.