من يقف خلف الهجوم المستمر على الوزير ولد أهل داود ؟ (تحليل)
رئيس الجمهورية يصافح وزير الشؤون الإسلامية عند مدخل لعيون
رغم النجاحات الكبيرة التي حققها تنظيم الحج خلال موسم العام الماضي، والحالي، إلا أن وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي أحمد ولد اهل داود يتعرض شخصيا لهجوم غير مسبوق من بعض المنابر الإعلامية في بلده، والمفارقة أنه عندما كانت فرص الحج تباع، وتشترى في سوق سوداء علنا، وكانت عملية رمضان أكبر موسم للفساد في الدولة، وكانت بعثات الوزارة للخارج في رمضان فرصة سنوية يستفيد منها كل من لديه وساطة دون أي مؤهلات..
عندما كان وضع الوزارة على هذا الحال لم نشهد هجوما عليها، وعلى الوزير بقدر ما نشهده هذه الأيام، وهو ما يجعل الحاجة ماسة لإثارة النقاط التالية:
أولا: نوعية المشاكل..
قديما كان حجاج موريتانيا يواجهون مشاكل جمة في جميع مراحل تأديتهم لهذه الفريضة المقدسة، بدء بالتسجيل على قوائم الحجاج، مرورا بالنقل إلى الديار المقدسة، وليس انتهاء بظروف السكن، والتنقل بين المشاعر، فكان الحج رحلة معاناة حقيقية، أما اليوم فبات أقصى ما يشكوه الحاج هو نوعية وجبة العشاء، وهذا في حد ذاته تقدم كبير، علما أن الحج ليس رحلة سياحة واستجمام، والإقامة في فنادق خمسة نجوم، والتقاط صور تذكارية.. لا، ليس ذلك هو الحج، وليست تلك الغاية منه، ومن سربو ذلك الفيديو أساؤوا على حجاجنا الميامين، وشوهوا سمعتهم، وصوروهم وكأنهم جاؤوا بحثا عن الأكل، لا الأجر.
ثانيا: التضليل الإعلامي..
سرب البعض فيديو قصير يظهر وزير الشؤون الإسلامية بجانب بعض حجاجنا الميامين يتفقد أحوالهم، ويستفسر منهم مباشرة عن مشاكلهم لحلها، وحتى هذا الفيديو لا يعتبر دليلا على تقصير الوزارة بقدر ما يعبر عن حرص من الوزير على ملازمة الحجاج والالتقاء بهم مباشرة، ومن باب التضليل تم تصوير الأمر على أنه احتجاز للوزير وهي مغالطة لم تنطلي على أحد.
ثالثا: الاتهام الجزافي..
أسهل شيء هو أن نقول إن الوزير الفولاني منح الامتيازات كذا لمقربين منه، هذا اتهام جاهز، لا يكاد يخلو منه وزير، فلقد أصبحت القرابة من الوزراء، والجنرالات وصمة عار، و"لعنة" تلاحق أصحابها، وتسلبهم حقهم كمواطنين في التعيين، والترقية، وحتى في العبادة، فمن قال إن الوزير ولد أهل داود يتدخل في عملية تسجيل الحجاج، وهل يعتقد عاقل بأن الوزير، الفقيه، الشاب، الذي لا يزال في بداية مشواره الإداري، والسياسي سيقدم على أخطاء من هذا القبيل ؟؟، إن أول من يعرف كذب مثل هذه الاتهامات هم من يطلقونها جزافا.
إن التحسينات التي طرأت على عملية الحج مؤخرا أمر لا يحتاج لدليل، وهي بادية للعيان، ويعرفها الحجاج قبل غيرهم، لكن ما أردنا لفت الانتباه إليه هو حجم الهجوم، أو بالأحرى التهجم الذي يتعرض له الوزير أحمد ولد أهل داود، رغم أن الرجل من أقل الوزراء كلاما، وأكثرهم أداء، لا يهتم بما يقال عنه، أو له، بل يركز على إنجاز مهمة، وتطوير قطاع يعتبر واجهة العمل الحكومي في مهمة انتدبه لها رئيس الجمهورية دون استشارة من هؤلاء.