من المسؤول عن "تقزيم" المؤتمر الصحفي لولد محمد لغظف ؟
تعتبر المؤتمرات الصحفية في العالم كله حدثا له فنياته، وقواعده، لكن خلال السنوات الأخيرة ابتكرت موريتانيا نمطا جديدا من المؤتمرات الصحفية لا عهد للإعلام به، آخر تلك المؤتمرات، أو الخرجات الصحفية الهجينة النقطة التي نظمها الوزير الأمين العام للرئاسة الدكتور مولاي ولد محمد لغظف، حيث فشلت هذه النقطة فشلا ذريعا تجلى في نقطتين بارزتين.
الأولى: أن المؤتمر بدا أشبه بمقابلة حصرية مع شخصية محاصرة، وممنوعة من الظهور الإعلامي، ذلك أن المؤتمر لم يتم الإعلان عنه مسبقا، ولم توجه الدعوة إلا إلى صحفيين يعدون على أصابع اليد، رغم احترامنا لهم، ولمؤهلاتهم، ولمؤسساتهم الإعلامية، إلا أن ظهورهم في قاعة مخصصة لأكثر من 100 شخص، وهم أقل من 10 أعطى صورة مقزمة حتى من الناحية الشكلية، مثلما هي مقزمة من حيث المضمون، بسبب غياب عشرات الصحفيين من مختلف المشارب، والذين كان حضورهم سيثري المؤتمر بلا شك.
الثانية: أن المؤتمر ، أو بالأحرى المقابلة الخاصة لولد محمد لغظف لم تحمل جديدا، ولم تضف طارئا، فما أعلنه ولد محمد لغظف كان معلوما للجميع، والأسئلة التي تلقاها بدت معدة سلفا، على شاكلة أسئلة المؤتمرات الصحفية للرئيس.
والمفارقة أن مدراء مؤسسات إعلامية ظهروا وهم يلعبون دور الصحفي المراسل، وهو ما يعكس احتقار هؤلاء المدراء للعاملين معهم، فالصحفيون يتم إرسالهم للشوارع، والزج بهم في المهام الصعبة، ويتم حرمانهم من الرواتب في كثير من الأحيان، وعندما تلوح فرصة الظهور أمام الرئيس، أو ولد محمد لغظف يتقدم المدراء هذه المرة، ليلعبوا دور الصحفيين "فهل يرجع هذا إلى ماذا ؟؟!".
فإلى متى سيظل التمييز، والانتقائية حاضرين حتى في المؤتمرات الصحفية ؟ ومتى يدرك الرئيس، والوزير الأمين العام للرئاسة أن حضور الصحفيين لمؤتمراتهم مفيد لهما أكثر مما يفيد الصحفي ؟!.