أوقفوا نزيفكم عن جيشنا !
تطالعنا اليوم بعض الأصوات المبحوحة جراء حملة النزيف مقدمة دروسا في الوطنية وصكوك المواطنة موهمة الرأي العام الوطني بصفقة بيع ومتاجرة بجنودنا وجيشنا هذا الجيش الذي عانى طيلة الأنظمة السابقة من سوء التسيير ومجهرية الموارد حيث كان يعجز عن التدخل في أقرب نقطة لعدم تمكنه من شراء إطارات لسياراته ــــ السوفوماج والفوليراــــ العتيقة ،
هذا الجيش الذي تذودون عنه اليوم وتدخلونه معركتم السياسية الخاسرة لم يكن موجودا بالمعنى المتعارف عليه دوليا قبل هذا النظام بعيدا عن المزايدات ، حيث أصبح بإمكاننا أن نتحدث عن جيش مجهز وقوي ومكتمل العدة والعتاد ، أصبحنا نفخر بجنود مكونين وجاهزين للدفاع عن الحوزة الترابية ، هي أصوات واهمة وتفتقر للمنطق لكونها تكبح الرأي العام والمواطن عن مؤازرة جيشه في قيامه بمهامه النبيلة المتمثلة في الدفاع عنا جميعا معارضة وموالاة وحفظ أمننا واستقرارنا وشعورنا بالطمأنينة وراحة البال لقد صادقت موريتانيا خلال مشاركتها في القمة السادسة والعشرين العربية الأخيرة التي عقدت في شرم الشيخ على إنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة أو بمصطلح آخر "إنشاء جيش عربي موحد" وينص القرار الذي أقره القادة العرب بالاجماع على اعتماد مبدأ إنشاء القوة بمشاركة عسكرية عربية اختيارية وعلى أن هذه القوة "ستضطلع بمهام التدخل العسكري السريع وما تكلف به من مهام أخرى لمواجهة التحديات التي تهدد أمن وسلامة أي من الدول الأعضاء وسيادتها الوطنية وتشكل تهديدا مباشراً للأمن القومي العربي بما فيها تهديدات التنظيمات الإرهابية بناء على طلب من الدولة المعنية". والحرب على الحوثيين في اليمن تستند إلى ميثاق جامعة الدول العربية كما تستند إلى المادة الثانية في معاهدة الدفاع المشترك فكيف يتحدث البعض ويغمز ويلمز ويغرد ويدون عن صفقة بيع لجنودنا وكأنهم أقرب إليهم من الجميع وكأن الوطنية والكرامة أختزلت فيهم ،العلاقات الدولية و المصالح العليا للبلدان وإتفاقيات الدفاع المشترك والعلاقات والمصالح المتبادلة والخدمات الكبيرة والتمويلات الخليجية عموما والسعودية خصوصا لا تقاس بثمن ورد جميلها واجب وفضيلة وعرف دبلماسي ومودة متبادلة ، بأي منطق أعوج تكتبون وأسأل خبراء أسعار برصة الجيوش كم دفعت أفغانستان لمجموع دول التحالف وكم دفعت السعودية للإمارات ثمنا لجنودها وكم دفعت مالي لفرنسا وكم دفعنا نحن لصدام حسين ثمنا لمقولته الشهيرة أي إعتداء على موريتانيا يعتبر إعتداء على العراق، بأي منطق حانوتي تتحدثون.
محمد ولد عبد القادر.
( من صفحة الكاتب )