الأغلبية تتبنى أبرز مطالب المعارضة المقاطعة للتشاور (تفاصيل+صور)
الوزير الأول يحي ولد حدمين خلال كلمته في ختام اللقاء التشاوري
وفد من رابطة العلماء
اختـُتمت بقصر المؤتمرات زوال اليوم الإثنين أعمال اللقاء التشاوري الموسع الممهد للحوار الوطني الشامل، وتميز حفل الاختتام بحضور جماهيري، ونخبوي كبير، ولعل أهم ما تمخض عنه هذا اللقاء التشاوري من نتائج هو وجود أبرز مطالب المعارضة ضمن التوصيات، والنتائج التي خلص لها المشاركون في اللقاء التشاوري.
فعلى سبيل المثال كانت المعارضة تطالب دائما بإبعاد المؤسسة العسكرية عن الشأن السياسي، والسماح للأطياف المعارضة بالولوج إلى وسائل الإعلام العمومية، وظلت المعارضة دائما تنادي بضرورة محاربة الرشوة، وترسيخ الحكامة الرشيدة، كل هذه المطالب كانت من أبرز نتائج اللقاء التشاوري بقصر المؤتمرات، وقد أوصى المشاركون في اللقاء بتطبيقها، وأكثر من ذلك تعهد الوزير الأول يحي ولد حدمين في خطاب اختتام اللقاء بأن الحكومة ستلتزم بتطبيقها، وأكد ولد حدمين أن باب الحوار سيبقى مفتوحا أمام الجميع دون شروط مسبقة .
ويرى المراقبون أن منتدى المعارضة – وإن كان غاب بأشخاصه عن اللقاء التشاوري- إلا أن مطالبه، وشعاراته كانت حاضرة بقوة، وتم تبنيها، وإقرارها من المشاركين، ما يجعل المعارضة " عارية" سياسية أمام الشعب، وينزع من يدها أسباب، ومبررات مقاطعة الحوار المرتقب، خصوصا أن اللقاء التشاوري لم يتطرق أبدا لتغيير الدستور، وهو أيضا ما يتوافق مع رؤية المعارضين المقاطعين.
إلى ذلك علم (الوسط) من مصدر رسمي رفيع أن النظام لا يزال حريصا على مشاركة الجميع في الحوار المرتقب، وأكد المصدر أن جميع المواضيع قابلة للنقاش، ولا توجد أي تحفظات لدى النظام على مناقشة أي موضوع، بعكس بعض المعارضين الذين يرفضون مسبقا الحديث في نقاط معينة.
وهذا نص خطاب الوزير الأول :
"بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم
السيدات والسادة الوزراء
أصحاب السعادة السفراء وممثلو الهيئات الدولية
السادة رؤساء الأحزاب
السادة المنتخبون
السادة ممثلو الهيئات النقابية والمهنية
أيها السادة والسيدات
هانحن اليوم بفضل الله وتوفيقه نصل إلى نهاية اللقاء التشاوري التمهيدي الموسع للحوار الوطني الشامل الذي شهد مشاركة واسعة من مختلف مكونات الطيف السياسي الوطني والمجتمع المدني ومن المنظمات النقابية والمهنية بالإضافة إلى اكادميين وإعلاميين وشخصيات مستقلة وناشطين من الشباب .
وقد دارت أعمال هذا اللقاء في جو من الحرية والانفتاح لا نظير له فكانت الورشات فضاء لنقاشات حيوية جادة تنم عن روح وطنية عالية ومستوى راق من الشعور بالمسؤولية والالتزام بآداب الاختلاف والتنوع .
وكانت بذلك جديرة بان تثلج صدور كل الغيورين على هذا الوطن وتنفي احكام المشككين في نضج طبقتنا السياسية وقدرتها على طرح قضاياها وهمومها بطريقة حضارية راقية .
فدعوني أغتنم هذه السانحة لأشكر كل المشاركين في هذا اللقاء وأخص بتحية مميزة أولئك الذين تجشموا عناء التنقل من أعماق البلاد للإدلاء بمقترحاتهم وتقديم مساهماتهم والناشطين من فئة الشباب الذين أبوا أن يغيبوا عن هذه اللحظة التاريخية التي تضع معالم المستقبل الذي هم غايته وأدوات بنائه .
أيتها السيدات ،أيها السادة
إن الرسالة الواضحة بأن الحوار هو السبيل الوحيد لتلبية تطلعاتنا المشروعة في الحفاظ على لحمتنا الوطنية وتوفير شروط نهضتنا الشاملة في ظل دولة المؤسسات والحكامة الرشيدة والحفاظ على أمن واستقرار بلادنا قد وصلت الى العنوان الصحيح.
فلتكونوا على يقين بأن الحكومة ماضية في الوفاء بالتزامها التام بالأخذ بما توصلتم إليه من أفكار ومقترحات قيمة ولكم عليها أن تكون عند حسن ظنكم وان توفر كل أسباب نجاح الحوار الشامل الذي ألححتم على انعقاده في اقرب الآجال.
وستبدأ من هذه اللحظة التحضيرات الضرورية لذلك.
وأملنا قوي في أن يقتنع كل الموريتانيين أيا كانت مواقفهم أو مواقعهم بالالتحاق بقطار الحوار الذي وضعتموه على السكة الصحيحة،التي لا يمكن ولا ينبغي أن يحيد عنها أبدا، وسيبقى الباب مفتوحا،إنشاء الله أمام الجميع وبدون شروط مسبقة.
اسمحوا لي أخيرا أن أؤدي شكرا مضاعفا لكل من ساهم من قريب أو بعيد في الإشراف على تحضير وإنجاح هذا اللقاء من سياسيين وفاعلين من المجتمع المدني وناشطين من الشباب ومن إعلاميين
وأخص بالذكر لجنة التنظيم على العمل المميز الذي قامت به في سبيل حسن سير هذا اللقاء.
وأعلن على بركة الله اختتام اللقاء التشاوري التمهيدي الموسع للحوارالوطني الشامل .
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".