- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الإثنين, 17 آب/أغسطس 2015 07:56
خمس دفعات والسادسة على الابواب تخرجت من تخصص المكتبات والتوثيق والارشيف في موريتانيا
على الرغم من انشاء هذا التخصص عام 2008/2009 بالتعاون مع جامعة محمد الخامس بالمغرب كمساهمة منها وجامعة انواكشوط لتكريس مفهوم المهنية بالتخصصات الأدبية ومحاولة موائمتها مع سيرورة العصر ومتطلبات سوق العمل الحديث لاجديد يذكر ولاحبة زرع حصدت من العناء
فقرابة 150 ارشيفي متخصص هم الآن في الشارع وأسف عل قساوة العبارة ، ولكنه الواقع المر حيث لم يتم توظيف خريج واحد بالمؤسسات العمومية للدولة في قطاع الأرشيف من الدفعات السالفة الذكر هذا ناهيك عن المتخرجين من التخصص في الخارج .
ان ابرز ما يعانييه هذا التخصص اليوم المكتبات والارشيف رغم اهميته البالغة هو الإهمال والتهميش المادي والمعنوي (الحرمان من الإكتتاب) الذي يحصد ثماره واوجاعه بالدرجة الاولى اصحاب الاختصاص ومن ثم المؤسسات
لاتوجد مؤسسة في موريتانيا الا وتحتوي على ارشيف يزخر بالمئات من الكاتالوكات والوثائق وكذلك لاتوجد مؤسسة في موريتانيا إلا تهمل وتتجاهل اهمية وجود ارشيفي متخصص في دهاليز ادارتها يتحكم في سيرورة و تسيير تلك الوثائق وحفظها بصورة فنية مهنية دقيقة تواكب عمل المؤسسة
لم يأتي الأرشيف من فراغ ولم يتم استحداثه كنوع من المظاهر الإدارية المتعددة بل جاء نتيجة وجود حاجة ملحة وضرورة قصوى لتنظيم تلك الأوعية الارشيفية المتعددة للمؤسسة ولتنظيم هذه الاوعية لابد من وجود ارشيفي متخصص ذا بصمة مهنية في العمل لا ان تكتتب المؤسسة حارس وثائق او عامل يدويManeuver ينظم الرفوف ويمسحها هنا بالتحديد يقع التهميش وتكمن الكارثة
ان هؤلاء الأرشيفيين لم يدرسوا التخصص باحترافية ليتم ابدا اعدامهم ونسيانهم وردمهم في حفرة العاطلين عن العمل بدون سبب
فهؤلاء درسوا التصنيف وكذا التنظيم وجرد الاوعية الأرشيفية بشكلها التقليدي وايضا بنمطها الالكتروني الحديث من خلال تكوينات مستمرة في مجال المعلوماتية وتقنيات الشبكات الرقمية وانظمة التسيير الوثائق GED و APACHE وغيرها ...الخ
ان ميزة الارشيفي الملم بالشقين المكتبي والتوثيقي هو ان المؤسسة دائما في حاجة ماسة لوجوده فالمتخصص يعكس الحركة والنشاط باستمرار من خلال عمليات التوثيق الارشيقي و اعادة صياغة الوثائق عبر المراحل الثلاثة المعروفة للتصنيف على عكس الآخرين في الارشيف الذين يمتهنون النوم والخمود وشرب الشاي المنعنع اكثر من امتهانهم مهنة الارشفة
من هنا وباسم ضحايا التخصص جميعا فإني اوجه ندائي الى فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز وادعوه واناشده الاهتمام بهذا التخصص وخريجوه خاصة كونه يعد من التخصصات المهنية واطالب كذلك على غرار زملائي الذين صدعهم التهميش المادي والمعنوي الى سن اكتتاب سنوي (مسابقة) لوكلاء المكتبات و الوثائق والارشيف في جميع المؤسسات العمومية للدولة والوزارات والادارات العامة وهذا من اجل القضاء على البطالة اولا وكذا لضرورة خلق روح وحركية في ارشيف المؤسسات لأنه بكل صراحة شبه ميت حاليا لذا لابد من اكتتاب متخصصين في المجال وكسر حاجز التهميش هذا المقنن.
أضف تعليق