فضائح تنشر لأول مرة عن قناة الوطنية (شاهد من أهلها)
واستجابة لإلحاح كثير منهم على الإفصاح عن الأسباب الحقيقية وراء استقالتي من قطاع الأخبار بعد ما مررت بها إيماء ، أريد أن أقف يسيرا عند ملاحظتين اثنتين ، أولاهما متعلقة بمعالم الانحراف الذي دفعني رفضه إلى الاستقالة وفيها أقول :
ــ إنني رفضت أن أخلط بين الخبر والإعلان التجاري فاعترضت على أن تكون النشرة الإخبارية فرصة للإعلانات التجارية في صيغة أخبار يخدع بها المواطن .
ــ رفضت أن أميز بين تظاهرة ينظمها شباب الحزب الحاكم وتظاهرة ينظمها شباب "إيرا " ، بين مهرجان يعقده ولد محم وآخر يعقده ولد بتاح ، فما منح من الوقت والعناية لشباب الحزب الحاكم يجب أن يمنح لإيرا خاصة حين تفرض "إيرا " نفسها في الشارع ، يفرض آخرون أنفسهم في الفنادق ...وفرض حصار سري على نشاطات "إيرا " أو غيرها قد يجد من يشرعه غيري .
ــ رفضت أن يكون هنالك ضيوف نشرات يطلعون على الأسئلة الموجهة إليهم وهنالك ضيوف آخرون يحرمون من ذلك ، أن يكون هنالك ضيوف تتاح لهم الفرصة دون إزعاج وآخرون لا تتاح لهم الفرصة بل ويندب إزعاجهم .
ــ رفضت أن أميز بين مسعود وولد داداه وولد محم ...فالكل في شريعة الصحفي سواء .
ــ رفضت أن تكون هنالك وزارات ومؤسسات لا تتناول الاحداث فيها إلا إذا كانت لصالحها بينما هنالك مؤسسات يمكن أن تفتح عليها النار لأتفه الأسباب .
هذا في السياق العام خارج غرفة الأخبار أما داخلها فرفضت باختصار أن يكون من لا يستطيع كتابة خبر رئيس تحرير لحاجة في نفس أي كان ...وحاولت أن أحد من الأخطاء اللغوية والفنية في النشرة ...
لم أرض لنفسي أن أشرع أو أشارك في جوقة كهذه فقررت الاستقالة والانصراف لشأني ...وإتاحة الفرصة للمالك أن يتصرف في ملكه ...
هذا أولا أما الملاحظة الثانية فهي لمن سألوا عن الأزمة هل كان سببها مالي أقول :
لم يكن المال سببا في الأزمة لأني لم آت إلى الوطنية بحثا عنه ، بل أتيتها موظفا رسميا أتقاضى راتبا محترما لا يتأخر ...وقبلت فيها براتب أنفق أكثر منه في ترتيبات الظهور فيها ، ومع كل ذلك غادرتها وأنا أطالبها الآن بنحو خمسمائة ألف أوقية ما بين الرواتب المتأخرة والعلاوات الكاذبة ، وهي مبالغ مالية لو كنت أعلم أن مالكي القناة بحاجة إليها لتركتها لهم طواعية وما زلت على استعداد لهذا التنازل عنها حين يطلبون ذلك رسميا أما ولم يطلبوا ذلك فعند ربنا تجتمع الخصوم .
ملاحظة أخيرة وهي أن كلما قلته في هذه التدوينة لدي شواهد عليه بالوقائع يمكنني كشفها عند الاقتضاء ...
أرجو التوفيق والسداد.
من صفحة الزميل عبد المجيد ابراهيم
