المغرب ينفذ عملية كبيرة لإجلاء مئات الأشخاص من ضريح " بويا عمر"
health-mins-moroc
سنوات عديدة ظل ضريح “بويا عمر” بمثابة الشبح الذي يخيم على حياة الكثيرين ممن ذاقوا ويلات النوم فيه او “التبرك” كما يسميها البعض، وبين الخرافة والواقع المر الذي يرزح تحته المئات من الناس الذين تشبعوا بقصص خيالية عن فوائده سعيا وراء شفاء مفقود.
جاء اليوم الذي سينتهي فيه الكابوس بصفة نهائية تحت عنوان “مبادرة كرامة” التي اطلقها وزير الصحة المغربي الحسين الوردي واشرف عليها شخصيا لاجلاء نزلاء الضريح ونقلهم الى مستشفيات الطب النفسي ومصالح اعدت خصيصا لاستيعابهم مع توظيف ما يقارب 34 طبيبا و 122 ممرضا متخصصين في هذا المجال، مع رصد مبلغ مالي مهم وصل الى اربعين مليون درهم لاقتناء الادوية المناسبة و 60 سيارة اسعاف لنقل المرضى من مقرات سكنهم الى المستشفيات.
وكانت تصريحات خاصة للوزير المذكور اثارت جدلا واسعا حين صرح انذاك “يا انا يا بويا عمر” قبل ان يطلق عملية “كرامة” هذه التي جرى الاستعداد لها قبل عام ونصف تقريبا كي يستفيد هؤلاء المرضى من علاج مجاني ليغادروا ذلك العالم الذي وضعوا فيه قسرا مكبلين بالسلاسل، كما سبق وصرح الوزير نفسه الذي وصف ما يتعرض له النزلاء “بانتهاك حقوق الانسان”، مضيفا انهم لا يخضعون لادنى علاج وانهم مجرد “اسرى محتجزين”، وانه من العار ان يظل مواطنون مغاربة في هذه الاوضاع ونحن في القرن الواحد والعشرون .
واقر وزير الصحة بوجود تقصير من لدن الدولة في ملف المرضى النفسيين والامراض العقلية عموما، ولهذا قامت الوزارة بمجهودات جبارة كي تاخد على عاتقها مبادرة “الكرامة ” لانقاذه هؤلاء ,وفي سياق المدة الزمنية التي ستسغرقها العملية اشار الى انها سنتهي في غضون الاسبوع المقبل بعد ان تم اجلاء 500 شخص {اليوم } فقط ,وعن المرحلة الثانية من “كرامة ” قال الوزير في تصريحات صحفية ” تروم بناء مركب طبي اجتماعي بالمنطقة، يقام لعلاج المرضى، ويشمل غرفا لإيواء العائلات، إلى جانب محلات تجارية ومقاه توفر العيش الكريم لمن كانوا سابقا يعتمدون على أموال زائري الضريح، والأموال المدفوعة لاحتجاز″ المرضى ” .
وكانت العملية المذكورة قد اثارت حفيظة بعض سكان منطقة “قلعة السراغنة ” حيث يتواجد الضريح الذائع الصيت الذي صار رمزا يشار له في الاعمال الفنية وخصصت له برامج عديدة عالميا وعربيا ,لكن بعد رؤية طريقة الاعتناء بالنزلاء من توفير ملابس الى قص شعر بعضهم زالت هذه المخاوف تدريجيا .
مع العلم ان جمعيات حقوقية دعت الى هدم الضريح خوفا من ان يعود بعض “السماسرة ” الى استعماله مجددا ,كما ان دراسة خاصة بالوزارة اشارت الى ان ازيد من 800 شخصا يعيشون اوضاعا ماساوية داخله ولا يتلقون أي علاج مع وجود حالات عديدة للتعذيب والعنف .
وكالات
