فقيه مصري، ووزيرة: الجنّة سيكون فيها رقص ومعازف.. وباليه
في مصر المحروسة سرعان ما تُثار الأمور، وتأخذ حجمًا كبيرًا من الأهميّة والتباين في الآراء، فكيف بالحري إذا كانت هذه الأمور تتعلّق بالأمور الغيبيّة، وبالجنّة والنّار، التي لطالما كانت محور اهتمام الكثيرين من العلماء من عامّة الناس.
وزيرة التضامن الاجتماعي، الدكتورة غادة والي، قالت إنّ الجنة فيها موسيقى ورقص وباليه، ويظهر أنّ تصريحها هذا جاء تلقائيّا وعفويًّا، دون دراسة مؤكدة لما قالته، وذلك في احتفالية بأكاديمية الفنون، ونبع كما يظهر من حبّها للفنون، فلم يمرّ تصريحها مرور الكرام، الأمر الذي أثار ردود فعل معارضة لتصريحها الذي وصل للفضائيّات.
أستاذ الشريعة في جامعة الأزهر، الدكتور أحمد كريمة قام بالردّ على تصريحات الوزيرة، في مداخلة هاتفيّة مع الإعلامي جابر القرموطي في برنامجه على قناة”ONTV”، ليؤكّد بأنّه “لا غبار” على أقوالها، مضيفًا بأنّ النبي محمد صلى الله عليه وسلّم عمّم وأطلق فقال : :” فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر”. فالذي يُصنّف في الجنة “حلال وحرام” يجهل أنّ الجنة ليست فيها تكاليف شرعية، والأمور فيها على الإباحة”.
واستطرد الشيخ ليتطرّق إلى التحدّث عن المعازف والطرب لم يقم دليل على تحريمه في الدنيا، فكيف يقم دليل على تحريمه في الآخرة”.
ووفق معرفتنا المتواضعة، فهناك الكثير من العلماء الذين تطرّقوا لقضية المعازف وتحريم الغناء، مستندين على الأدلّة والبراهين، وشيخنا لا يستند إلا على الإمام “ابن حزم” الذي ضعّف تحريم المعازف.
لكنّنا في الحقيقة لسنا من الذين يأخذون الأمور بالمُسلّمات، ولا يطلقون العنان لخيالهم، وما دامت الأمور فيها على “الإباحة” كما يقول الشيخ، ونحن لا نعلم ما هي معايير وحدود “الإباحة” التي يتحدث عنها الشيخ، فهناك من ذهب خياله بعيدا وبدأ يتساءل عن أمور شاذة وهي محرّمة دينيّا، وهل ستصبح هذه الأمور المحرّمة وغير المقبولة أخلاقيا مباحة في الجنة؟.
أحيانا يقوم أحدهم بإلقاء كلمة أو جملة عابرة، ولا يعرف مدى صداها، وتدخلنا في دوّامات عديدة تحتاج لتأويل وبحث وجهد، لذلك نطلب الكثير من التوضيح من الشيخ إذا أمكن!.
المصدر: رأي اليوم