مدرس يقتل تلميذاً لفشله في القراءة
بالسواد التفت منارة العلم، وخبا ضوؤها في عيني الطالب الصغير تحت وطأة الضرب والتذنيب.. لم ير من نور العلم شيئا وجسده الصغير يتهاوى الأرض والدنيا تظلم من حوله بعدما لم تعد قدماه تقوى على حمله من طول الوقوف في الشمس كعقاب له.. بدلا من تنوير عقله بالتعليم زاده المعلم ضربا على عدم معرفته قراءة القطعة المطلوبة، وعندما حمله أهله إلى المستشفى.. لم يجدوا هناك ما يشفي صدرهم من الاهتمام الكافي، ولملموا أكفان ابنهم الذي أرسلوه إلى المدرسة ليحظى بمستقبل أفضل، فكانت له دار تعذيب ومقتل.
إسلام شريف، طالب في الصف الخامس الابتدائي، في مدرسة الشهداء في السيدة زينب، خرج ليبدأ يومه الدراسي ولكن الموت كان في انتظاره وكان مدرسه القلم الذي يكتب نهايته.
وسط بكاء وعيول تصرخ والدة التلميذ إسلام لـ"مصر العربية"، لتقول إن إسلام بدأ يومه مبتسمًا ذاهبًا إلى المدرسة مع أصدقائه مطمئنة عليه حتى علمت أن مدرسًا يدعى وليد في مدرسة الشهداء في السيدة زينب، تعدى على ابنها بالضرب بعد أن قام بتذنيبه في أشعة الشمس أكثر من ساعة على حد قولها، ثم اشتكى إسلام للمدرس بأنه يشعر بصداع ولكنه تجاهله واستمر بضربه على رأسه ثم أغمى عليه في فناء المدرسة وتم نقله إلى المستشفى ليلقي حتفه بعد ثلاثة أيام.
وأضافت أن العديد من المستشفيات رفضت استقبال ابنها حتى لجأت إلى مستشفى القصر العيني الفرنساوي مؤكدةً أنها لم تلاحظ أي تحسن في حالته ولكنها كانت تزداد سوءًا، وعندما طلبت نقله إلى مستشفى أخرى رفضت إدارة القصر العيني متحججةً بأن طبيبه المباشر غير موجود ولا يمكنها استلامه إلا بإذنه.
ووجهت رسالتها إلى المدرس الذي تعدى على ابنها وأطباء القصر العيني الذين اتهمتهم بالتقصير قائلةً: "حسبي الله ونعم الوكيل، تحزنوا على ولادكم زي ما أنا حزنت على ابني".
وتساءل والد الطفل:"هو عقاب اللي ماعرفش يقرأ الموت، ازاي ابني يوصل لخامسة ابتدائي وبيعرفش يقرأ؟"، مهددًا المدرس بأنه لن يترك حد ابنه، قائلًا:"أنا صعيدي ومش هسيب حقي الحكومة لو مش هتعرف تجيبهولي هاخده بإيدي".
ومن جانبها أوضحت جدته، أن إهمال أطباء القصر العيني هو السبب في وفاته، معلنةً أنها أكدت للأطباء أنه قد توفي ولكنهم أصروا على وضعه على جهاز القلب وتجاهلوا ما تقول حتى أصابته تشنجات وازرق جسده وحينها أعلنوا لهم أنه قد توفي.
بوابة افريقيا