موريتانيا /هبة لتوزيع الكتاب المدرسي تكشف حجم العجز
يعد الكتاب المدرسي الوعاء الذي يحتوي المادة التعليمية التي يفترض فيها أنها الأداة – أو إحدى الأدوات على الأقل- التي تستطيع أن تجعل التلاميذ قادرين على بلوغ أهداف المنهج المحددة سلفا، وهو المرجع الأساسي الذي يستقي منه التلميذ معلوماته أكثر من غيره من المصادر، فضلا عن أنه الأساس الذي يستند إليه المدرس في إعداد دروسه قبل أن يواجه التلاميذ في حجرة الدرس.
كما يمثل الوسيلة التي تضم بكيفية منظمة المواد و المحتويات ومنهجية التدريس و الرسوم و الصور، إنه هو و المدرس المصدران الأساسيان للمعرفة.
ورغم الأموال الضخمة التي صرفتها الدولة الموريتانية خلال العقدين الأخيرين في سبيل توفير الكتب المدرسية فإن المدرسة الموريتانية تعاني نضوبا في الكتب المدرسية رغم الجهود المبذولة من القيادة التربوية لتلافي هذه الإختلالات الناجمة عن سوء تسيير المخزون و تعرضه للمتاجرة عبر قنوات متعددة حسب ما كشفت التحقيقات الأخيرة التي قادتها لجنة تربوية بالتعاون مع جهات أمنية، ومكنت هذه العملية من استرجاع 20 ألف كتاب بعضها كان مخفيا في المخازن و بعضها الآخر معروضا في الشوارع.
و في هذا الإطار قامت الوزارة بتوزيع كميات من الكتب خلال الأسبوع الجاري، لكنها كشفت عن حجم العجز المتنامي في الكتاب المدرسي فمثلا في إحدى ثانويات ولاية نواكشوط الجنوبية حصل تلاميذها الذين يتجاوز عددهم 1500 على 899 كتابا بمعدل كتاب واحد لكل تلميذين.
و يترجم العجز الشديد في كتب بعض المواد حجم المشكلة فمثلا لم يتجاوز عدد كتب اللغة الفرنسية 58 كتابا، و هو ما يمثل كتاب واحد لكل 15 تلميذا .
و بالنسبة للسوادس الرياضية بلغ عدد كتب مادة الرياضيات 27 كتابا موزعة على ما يناهز 400 تلميذا و هو ما يعادل كتاب واحد مقابل 14 تلميذا.
و حصل تلاميذ السوابع الأدبية البالغ عددهم حوالي 240 تلميذا على 7 كتب من مادة الجغرافيا.
كل هذا يحصل في سنة أعلنها رئيس الجمهورية سنة للتعليم دون أن نسمع عن تجريد مدير أو إقالة موظف، فهل هي حقا سنة للتعليم؟