الوزير الأول و الخطوات نحو تأسيس الدولة الحديثة
إنه ذلك المهندس الذي كان يعمل في شركة الصناعة و المناجم قبل أن ينصفه التاريخ و يختار مديرا لشركة ATTM فيبرهن من خلال إدارته على أدائه الجيد، و يكسب الشركة مصداقية وطنية و إقليمية بعد أن كانت قاب قوسين أو أدنى من الإفلاس.
يدرك الرئيس الذي كان يؤسس لبناء دولة عصرية حينها أن الرجل يمكن أن يكون اللبنة الأولى لجيل جديد يساهم في وضع تصور يفضي إلى بناء دولة المؤسسات.
ولأن الدولة تفتقر إلى شبكة طرقية حديثة و تعاني أغلب مقاطعاتها و بعض ولاياتها من العزلة الشديدة تم اختيار المهندس لأهم و أصعب وزارة هي وزارة التجهيز و النقل و التي ظلت و إلى عهد قريب مرتعا للسماسرة.
من هنا يخطو الرجل خطوات واثقة نحو ما يصبو إليه رئيس أراد لوطنه أن ينمو و ينعم مواطنوه بالأمن و العيش الكريم و بالفخر و الاعتزاز و الانتماء لبلدهم، و فيطل على بلد تتسع رقعته الجغرافية و تصعب تضاريسه ليطلق من مدينة النعمة شرقا و حتى روصو غربا و من الزويرات شمالا إلى سيلبابي جنوبا أسس شبكة طرقية تعانق الجبال و الوهاد و تشق السهول فاتحة ملامح عهد جديد ظل صداه يتردد في كل بيت.
ليصبح القطاع نموذجا يحتذى به و مضرب مثل لدى رئيس أنصف المظلوم و حارب الفساد و المفسدين.
و بما أن العدالة عنوان المرحلة كان لابد للمهندس الفائز في المأمورية الأولى أن ينال رئاسة الحكومة في المأمورية الثانية فنال تعيينه مباركة واسعة من الطبقة السياسية و جميع شرائح المجتمع الذين كانوا ينظرون إليه بعين الرضا.
و رسم الوزير الأول الجديد لنفسها خطا ثابتا و سياسة حكيمة و رؤية متبصرة لبناء وطن يتسع للجميع من خلال برنامج شامل و طموح يحقق الآمال في أبعاده الثلاثة، تلك الآمال التي تنطلق من واقع شعب و تلامس همومه و تستجيب لتطلعاته.
إنها آمال تتيح للشباب حق المشاركة في بناء وطنه و تساهم في تجديد الطبقة السياسة كما أنها آمال لكل المهمشين و المحرومين في كل أنحاء الوطن و هي آمال يجب أن يكرم فيها أولئك الذين بذلوا الغالي و النفيس من أجل أن تتبوأ موريتانيا مكانتها اللائقة بها بين الدول المتقدمة مثل أنها آمال تتجسد فيها الوحدة الوطنية و التعايش السلمي و تحقق العدالة في توزيع الثروة الوطنية و ينال كل ذي حق حقه.
عبد الرحمن ولد محمد المصطف