موريتانيا..هل يتجاوز الحوار السياسي معضلة الثقة؟
بخطى بطيئة مترددة، يسير قطار الحوار السياسي المرتقب في موريتانيا، حوار لم تحدد معالمه بعد، ولا موعد تنظيمه، ولا الأطراف المشاركة فيه، والأهم مواضيعه، وأجندته، ويواجه الحوار هذه المرة أزمة ثقة مستحكمة، فالمعارضة ترى أنها تعرضت للدغ سابقا من الحية، للك فهي باتت تخاف من الحبل، وعبرت أكثر من جهة معارضة عن رفضها المشاركة في حوار مع النظام قبل توفر ضمانات واضحة تضمن عدم العبث به، وتطبيق نتائجه كما هي، والأغلبية لا تبدو هي الأخرى راغبة في حوار سياسي قد ينتزع من البعض مكاسبه السياسية والانتخابية التي حصل عليها بشق الأنفس قبل أقل من سنتين فقط.
وإزاء الفتور من الأغلبية، والتردد من المعارضة، لا يبدو النظام هو الآخر حازما في شأن الحوار السياسي، واقتصر تناوله في حديث لرئيس الجمهورية والوزير الأول خلال مناسبات رسمية محددة، دون تحديد سقف زمني لتنظيمه، ويرى مراقبون للشأن السياسي أن عقبات جدية تواجه الحوار العتيد، وتبدو فرص تنظيمه، أو إلغائه متساوية تقريبا، فهذه المرة لا توجد مصلحة واضحة للمعارضة ولا النظام في تنظيم الحوار السياسي، خلافا لما جرت عليه العادة في الحوارات السابقة، عندما كان البلد يواجه أزمات سياسية يراد من الحوار إيجاد مخرج منها.