استقالة ولد محم، اعتقال الحكومة، قطع الإنترنت(أسبوع ساخن)
شهدت موريتانيا على مدى أسبوع ونيف تطورات بارزة، وأحداثا مفاجئة، وشائعات مدوية، انتشرت كالنار في الهشيم، بدأ أسبوع موريتانيا الساخن باقتراع يوم السبت 22 يونيو 2019، وهو أبرز حدث، كان كل ما بعده مرتبط به، ولئن كان يوم التصويت مر بسلام، دون تسجيل أحداث تـُذكر، إلا أن الساعات التي تلت التصويت حملت الجديد، فقد عاشت انواكشوط، وانواذيبو، ومدن أخرى على وقع أعمال تخريب، كان لافتا فيها أن معظم من قاموا بها لم تكن لهم ناقة ولا جمل في ما يجري في موريتانيا، فهم مقيمون أجانب، ليسوا في العير ولا في النفير، وكان تدخل الجيش، والأجهزة الأمنية حاسما، وتم الضرب بيد من حديد على المخربين، واعتـُقل منهم العشرات، واستعادت البلاد أمنها وسكينتها.
ولعل من أبرز أحدث الأسبوع الذي تلا اقتراع 22 يونيو، تأرجح مرشحي المعارضة بين التصعيد، والتهدئة، فأحيانا يلوحون بالنزول للشارع – ولو بدون ترخيص- اعتراضا على ما يصفونه بـ"تزوير" الانتخابات، وأحيانا يلغون تلك التظاهرات، ويجنحون للسلم، داعين للحوار، قبل أن يأخذ الجميع استراحة محارب، ويحبس الكل أنفاسه في انتظار كلمة المجلس الدستوري الحاسمة بشأن نتائج الانتخابات.
ومن أهم أحداث الأسبوع كذلك، الاستقالة المفاجئة لأبرز وزراء الحكومة، والناطق الرسمي باسمها وزير الثقافة سيدي محمد ولد محم، بعد ساعات من اجتماع مجلس الوزراء، وكانت الاستقالة – غير المسبوقة في التاريخ السياسي الموريتاني- كفيلة بتصدر واجهة الأحداث، وتراجع ما سواها من العناوين على مدى الأيام اللاحقة، وتعددت تفسيرات المراقبين للاستقالة، بين من يـُرجعها لأسباب شخصية عائلية، ومن يعطيها بعدا سياسيا، لكن الجميع يجمعون على أنها بحد ذاتها لافتة، في سياقها، وتوقيتها، وسيكون لها ما بعدها.
قطع الإنترنت، كان من أبرز أحداث الأسبوع، وترك البلد يتلمس خطاه بحثا عن خبر يقين في ليل بهيم، غابت فيه منصات الأخبار التي كانت تستحوذ على جزء كبير من يوم الموريتاني، وبغياب الإنترنت، انتعشت الشائعات، وبرزت أخبار كاذبة تداولها الناس على نطاق واسع، كان أهمها اعتقال وزراء بارزين في الحكومة، بل اعتقال الحكومة كلها، وهو ما تبين أنه مجرد شائعة لا تستند على أساس.