أسباب استقالة ولد السييدي، وتداعياتها، ومستقبل الرجل السياسي ..(تحليل)
فور انتشار خبر استقالة النائب سيدي محمد ولد السييدي من حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" بدأت التعليقات، والتخمينات، والتوقعات، حول أسباب الاستقالة، ومبرراتها، ومستقبل الرجل السياسي، ومصير حزب تواصل في الطينطان بعد ولد السييدي ؟؟...
أسئلة تمكن الإجابة عنها، بالنظر إلى معطيات عديدة، فأسباب الاستقالة تحدث عنها ولد السييدي نفسه في نص الاستقالة، موضحا أن الحزب انحرف عن مساره الصحيح، وأنه – أي ولد السييدي- لم يستطع تصحيح نهج الحزب رغم محاولاته، فقرر الترجل من سفينة تواصل، قبل فوات الأوان، لكن البعض يصر على ربط الاستقالة بمصالح شخصية للنائب ولد السييدي، وما العيب في ذلك ؟ أو ليست السياسة في النهاية لعبة المصالح، لا صديق فيها إلى الأبد، ولا عدو تدوم عداوته ؟؟ فمن حق ولد السيدي، وهو رجل أعمال ناجح أن يبحث عن التموقع السياسي الذي يضمن له مصالحه دون أن يطلب إذنا من أحد.
وبالنسبة للمستقبل السياسي للرجل بعد استقالته من تواصل فلم يعلن حتى الآن وجهته السياسية، وإن كانت التجارب تثبت أن أهل السياسة في هذا البلد مقسمون بين فسطاطين، معارض، وموال، وما دام الرجل اختار الانسحاب من حزب معارض، فمن الوارد أن يولي وجهه شطر الموالاة، ومن غير المنطقي أن يكون قد انسحب من تواصل قبل أن يضمن مكانه المستحق، واللائق في الصف الآخر، وهذا ما ستثبته الأيام، والأسابيع المقبلة على الأرجح.
وبخصوص مستقبل حزب تواصل في الطينطان، فلا شك أنه تعرض لضربة قوية، وخسارة كبيرة يستحيل تعويضها، فسيدي محمد ولد السييدي رقم صعب في المعادلة المحلية في الطينطان، رجل أنفق من ماله، ووقته، وجهده لمساعدة سكان مقاطعته الكثير، والكثير، رجل يعرفه الجميع هناك، بأياديه البيضاء، وعطائه المستمر دون من، ولا أذى، عطاء يستوي فيه سكان المقاطعة جميعا، دون اعتبار للمعايير القبلية، ولا شك أن شعبية ولد السييدي ستذهب معه حيثما ذهب، وهذا ما يقلق حزب تواصل.