قرار مشاركة موريتانيا في حرب اليمن ماله، وما عليه (تحليل)
تستضيف انواكشوط هذه الأيام مسؤولين سعوديين كبارا، عسكريين، واقتصاديين، وسط حراك متنام بين البلدين، بلغ ذروته بالزيارة التي أداها الرئيس الموريتاني للسعودية قبل أيــام، ويتوقع معظم المراقبين أن ترسل موريتانيا بضع مئات من جنودها للمشاركة في الحرب الدائرة في اليمن، ضمن التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، وقد بدأت الآراء تتشكل في موريتانيا حول هذه المشاركة، وهل ستكون " آمنة" ومـُربحة، أم ستكون مــُكلفة، ورهانا خاسرا؟؟.
لا شك أن إرسال أي جنود لمنطقة حرب ملتهبة للمشاركة في القتال ليس نـُزهة، ويعتبر قرارا جريئا، لكن الجنود في النهاية هم للقتال، والحرب، وإذا كانت الظروف الأمنية، من حيث التدريب، والتسليح، والحماية متوفرة لجنودنا، فلا بأس.. سيروا على بركة الله تصحبكم السلامة، والنصر حليفكم بإذن الله، ستنضم موريتانيا بهذا القرار إلى تحالف يضم عدة دول عربية، بقيادة السعودية، لكن السؤالين الأهم هما: لماذا تحرص السعودية كل هذا الحرص على مشاركة موريتانيا في هذه الحرب؟ ثانيا ما الذي ستجنيه موريتانيا من إرسال جنودها لحرب اليمن؟؟.
إن مجرد انضمام دولة إفريقية، عربية، من المغرب العربي لهذا التحالف يعني الكثير الكثير، فمن الناحية السياسية سيشكل ذلك دعما معنويا مهما، ويقطع الطريق أمام إيران التي تسعى لتحييد الدول العربية عن هذه الحرب، أما عسكريا، وميدانيا، فيعرف السعوديون أن الجيش الموريتاني – رغم قلة عدده نسبيا- إلا أنه يمتلك تدريبا عاليا، وكفاءة ميدانية يشهد بها الأمريكان، خاصة في القتال في بيئة مثل اليمن، شبيهة بالبيئة الموريتانية، لذلك فإن القوة الموريتانية ستكون إضافة مهمة للمعركة.
وستستفيد موريتانيا استفادة هامة من هذه المشاركة في حرب اليمن، فعلاوة عن العائد الاقتصادي الذي وعدت به السعودية، سيتعزز موقف، وموقع موريتانيا ضمن الخارطة السياسية الدولية، خاصة أن المبعوث الدولي في اليمن هو مواطن موريتاني، وستستفيد موريتانيا تجربة كبيرة من هذه المشاركة، دون أن تخسر شيئا، ولا شك أن أي غنيمة، أو كعكة ستتمخض عن حرب اليمن سيكون الموريتانيون شركاء فيها، فضلا عن تسجيل سابقة حسنى لدى السعوديين، تجعل المملكة الغنية ملزمة أخلاقيا بالوقوف مع موريتانيا ضد أي خطر تواجهه في المستقبل، من باب رد الجميل.
ويبدو موقف المعارضة الموريتانية صعبا من هذه القضية، فإذا عارضت المعارضة مشاركة موريتانيا في حرب اليمن ستكون في مواجهة السعوديين، قبل مواجهة ولد عبد العزيز، وهو ما سيهدد المصالح الكثيرة، والعلاقات المتعددة لأقطاب المعارضة في الخليج، وإذا أيدت المعارضة هذه الخطوة ستظهر في خندق واحد مع نظام ولد عبد العزيز، وتبارك خطوة من خطواته، وهو موقف لا تريده المعارضة، أما إذا تجاهلت المعارضة هذا القرار، فستظهر بمظهر من لا تهمه القضايا الوطنية الكبرى.
وكانت موريتانيا قد شاركت بجنودها في مناطق أخرى لا تقل خطورة، مثل دارفور، وساحل العاج، وكانت كلها مشاركات موفقة، ومشرفة، بالتوفيق لجنودنا، سيروا على بركة الله، أنجزوا المهمة، وعودوا لوطنكم وأسركم بحفظ الله.
سعدبوه ولد الشيخ محمد