موريتانيا: الأدباء، والفنانون، والرياضيون يتجاوزون أهل السياسة في الخلافات (تقرير)
الوسط/ يعرف عن الساسة في موريتانيا أنهم تصدق فيهم المقولة المشهورة، " اتفقوا على أن لا يتفقوا" لكن يبدو أن ممتهني الثقافة والأدب، صناع الكلمة، وصناع النغم، والموسيقى ليسو بأفضل حالا، ولا بأقل حظا من الخلافات، والتشرذم، بل إن القضاء بات الوسيلة الوحيدة لحسم خلافات أهل الثقافة، والفن، والرياضة في موريتانيا.
فاتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين تعصف به أزمة داخلية، قسمته إلى شطرين، ولا نعني هنا بالشطرين ، العجز، والصدر، بل نعني شطرين يسيران في خطين متوازيين لا يلتقيان أبدا، وبدل أن تكون الانتخابات خيارا ديمقراطيا لانتقال رئاسة اتحاد الأدباء من سلف، إلى خلف، باتت مثارا للجدل، جدل لم تفلح الوساطات الرسمية، وغير الرسمية في وضع حد له، وجمع الأدباء على كلمة سواء.
وأخيرا بدأت محاولات لتشكيل أول اتحاد للفنانين والمسيقيين في موريتانيا، لكن الخلافات الداخلية عصفت بهذا الاتحاد حتى قبل أن يرى النور، وانسحب أحد المترشحين لرئاسة هذا الاتحاد، احتجاجا على ما قال إنها عدم شفافية العملية، ولا يعرف ما إن كان حلم الفنانين، والمسيقيين في تشكيل اتحاد يمثلهم ستتحطم على صخرة الخلافات الداخلية.
الاتحاد الموريتاني للرماية التقليدية، هو الآخر عرف أزمة مستفحلة، قسمته إلى نصفين، قبل أن يسحب القضاء الرئاسة من الرئيس القديم خطري ولد أج، الذي تربع عليها لسنوات طويلة، ليعود ولد أج مجددا لرئاسة الاتحاد بحكم قضائي أيضا.
إنه لمن المؤسف، والمحزن حقا أن يكون الشعراء، أصحاب المشاعر الرقيقة، والفنانون، أهل الكلمة العذبة، والنغم الجميل، والرياضيون، صناع الفُرجة، والمُتْعة، أن يكونوا جميعا بحاجة لتدخل القضاء لحسم خلافاتهم، وكان يفترض أن يضربوا مثلا يحتذى للسياسيين، ويتركوا لهم الخلافات.