أثارت حقيقة الشاب عبد الله ولد مولود المتهم في قضية السطو المسلح على فرع بنك " bmci" في تفرغ زين، جدلا كبيرا على صفحات التواصل الاجتماعي بسبب نشاطاته الخيرية في جمعية " بصمة خير"، و خلو سيرته من أية سوابق إجرامية، أو مظاهر انحراف أخلاقي.
و لم يخفي الكثير من المدونين الشباب أسفه، و خاصة الفتيات اللاتي عبرن بحياء أحيانا، و بدونه عن إعجابهن بوسامة الشاب عبد الله، و رغبتهن في الزواج منه بعد إطلاق سراحه، فيما اعتبر مؤشرا خطيرا على مستوى التردي الذي وصلت إليه قيم، وعادات هذا المجتمع.
وقد تابعت كغيري من الموريتانيين " الفيديو" الذي تم تداوله بشكل واسع في وسائل التواصل الاجتماعي ، و أصبت بدهشة شديدة، كيف استحالت براءة هذا الشاب و ما ورد على لسانه في هذه الحلقة من حقائق و أفكار دفعته إلى ولوج باب العمل التطوعي ، و نشر البسمة على شفاه الأطفال والتخفيف عن المرضى، و تنظيف بيوت الله...،و الثناء الذي حظي به على ألسنة زملائه في " بصمة خير"، كيف تحول إلى لص يسطو على المصارف، و يقطع الطريق لسرقة السيارات؟
و رغم أن الشاب ولد مولود هو الوحيد القادر على تقديم جواب على هذا السؤال، إلا أن التاريخ العالمي و المحلي لم يخل من حدوث ظواهر مشابهة، لشخصيات نالت شهرة واسعة، كمثال الشاب الأمريكي (جيرمي ميكس) الذي لقبته الصحافة الأمريكية ب" اللص الوسيم" و غيره من الشخصيات التي استهوت كل الشعوب، كشخصية روبن هود، اللص قاطع الطرق الذي دوخ الحكومة في القرون الوسطى في منطقة غابات نوتنكهام في شمال بريطانيا وما زال الأطفال يتغنون باسمه، روبن هود.. روبن هود يسرق من الأغنياء ويعطي للفقراء.
أو كشخصية اللص عباس السبع الذي ولد و عاش في جانب الكرخ في بغداد، و الذي كان من الأشقياء الشرفاء، كروبن هود يسرق من الأغنياء و يعطي الفقراء، و قد تعاظمت شهرته بين الجمهور، وأزداد ت كراهيته من طرف الشرطة التي جندت عددا كبيرا للقبض عليه بعد محاصرته، و انتهى ذلك بقتله، لكن جنازته حظيت بتشييع لم يسبق له مثيل في تلك السنوات، حيث شاركت في تشييعها الآلاف من النساء اللواتي خرجن على الأعراف و التقاليد ، إذ لم يكن من عادة أهل العراق خروج النساء لتشييع الجنائز.
ولكن السؤال المطروح هل الشاب عبد الله أو رفاقه كانوا ينوون توزيع ما سرقوه من أموال المودعين في البنك على الفقراء من خلال "بصمة خير" ؟ ليدخلوا بذلك سجل " حرامي و ابن حلال"؟
عال ولد يعقوب