بينما كان دورية للشرطة مكونة من عنصرين تقوم بعملها المعتاد بعد منتصف كل ليلة، توقف المشتبه بهم، و تطلب منهم الأوراق الثبوتية، بينما هي كذلك ،إذا لمحت شخصا في هيئة غير عادية يحاول الاختباء وراء الشجرة، فهرعت نحوه، و نزل عناصر الدورية من سيارتهما مسلحين، و مزودين بمصباحين كهربائيين، فأصيب الشخص المشتبه به بالذعر، و ظل واقفا متجمدا في مكانه يحدق في الضوء القادم، و هما يقتربان منه، و فجأة سقط المصباحان من أيدي الشرطيين، و أطلقا رجليهما للريح، لا يلويان على شيء، يصرخان طلبا للنجدة من الجيران، و المارة ، و يصيحان ياولينا شيطان، شيطان.."، فتنادى الحي كله لمعرفة ما حدث. و قبل أن يختفي " الشيطان" أو " الجني" تعرف سكان الحي على هذا "الجني"، الذي لم يكن سوى صبي صغير متسول، و غير مؤذ ،معروف في هذا الحي بمظهره المثير، وشكله المخيف( طويل القامة – نحيف – أطرافه تتدلى حتى أسفل جسمه- رأسه كجوز الهند)، و رغم محاولة سكان الحي تهدئة الشرطيين، و طمأنتهما بتقديم تفسيرات للمشهد المثير، إلا أنهما لم يتمكنا من استعادة رباطة جأشهما إلا في الصباح، و ذلك بفضل "رقية" من أحد شيوخ المسجد المجاور المعروف بالصلاح " مارابو".
هكذا كان ردة فعل هذين الشرطيين "الشجاعين" بشهادة سكان الحي، الذين قالوا: إن الشرطيين سيمكثان فترة، قبل أن يقوما بدورية داخل هذا الحي بالذات.