الشلل يعصف بمؤسسة المعارضة، وزعيمها يرضى من المهنة بالمنصب (تقرير)

ربما تختصر هذه الصورة طبيعة العلاقة بين بيجل ورئيسه الجديدربما تختصر هذه الصورة طبيعة العلاقة بين بيجل ورئيسه الجديد

تعيش مؤسسة المعارضة الديمقراطية في موريتانيا حالة من الجمود، يصل حد الموت السريري، حيث تحولت زعامة المعارضة – في عهد زعيمها الحالي- إلى مجرد بناية تكاد تكون مهجورة، يقتصر دورها على إصدار بيانات تنديد، وشجب، وإدانة لبعض سياسات الحكومة، وغالبا ما تكون تلك البيانات تعقيبا على بيانات سابقة ل"المنتدى" تأكيدا لها.

 

ويـُرجع المراقبون حالة الشلل التي تعيشها زعامة المعارضة إلى عدة عوامل موضوعية، من أبرزها غياب الانسجام، بل والتنافر الذي يطبع قيادتها، ذلك أن رئيسها من حزب تواصل، (صقور المعارضة، الرافضة للحوار مع النظام) بينما الرجل الثاني فيها من حزب الوئام، وهو أقرب الأحزاب المعارضة للنظام، بل إن البعض يصنفه ضمن الأغلبية، وإن كان معارضا نظريا، فزعيم هذا الحزب لم يجرب ممارسة المعارضة في تاريخه السياسي، وهو من أكثر المتحمسين للحوار الوطني الشامل، وقد أطلق بالفعل حملة لتنفيذ مخرجاته، وعلى رأسها الاستفتاء الشعبي الذي يعارضه حزب تواصل بشدة.

ومن أسباب فشل زعامة المعارضة عدم فهم زعيمها الحسن ولد محمد لدوره، وصلاحياته، وعدم استعداده للقيام بتحركات ذات قيمة في الفعل السياسي، فالزعيم ولد الحسن استطاب له المـُقام في مكتبه الفاخر، وهو القادم من بلدية عرفات، وتفرغ للاستمتاع بامتيازاته المالية، ومكانته البروتوكولية المتقدمة، وطفق يستقبل الضيوف، بصفته "زعيما" وهو لقب يبدو أنه جعل الرجل يرضى من المهنة بالمنصب.

من المعروف أن مؤسسة المعارضة الديمقراطية هي هيئة نشاز، لا مثيل لها في الدول الديمقراطية في العالم، وهي الأولى من نوعها في العالم العربي، وتم استحداثها بالأساس لاسترضاء الرئيس أحمد ولد داداه، وتطييب خاطره في ظروف يعرفها الجميع، حتى إن البعض يرى أن هذه المؤسسة فــُصلت على مقاس ولد داداه، وغيرها لا يصلح لها، ولا تصلح له، ومع ذلك فقد تمت دسترة هذه المؤسسة، ووضع لها قانون واضح، يحدد طبيعتها، ودورها، وصلاحياتها، ويمنح رئيسها مقابلة دورية مع رئيس الجمهورية، لكن "الزعيم" الحسن ولد محمد اختلط عليه الأمر، فظن نفسه وصيا على الحكومة، عليها أن تأتمر بأمره، وتنتهي بنهيه، وأن تشركه في تسيير الأمور الجارية في البلد، وتنسق معه في كل صغيرة، وكبيرة، والمفارقة الغريبة التي وقع فيها السيد الزعيم هي أنه يريد أن يكون زعيما للمعارضة، وشريكا في السلطة في الوقت ذاته، وهو تناقض لا يمكن استساغه، جعل هذه المؤسسة تترنح، وتتأرجح.

 

يرى العديد من المراقبين أن مؤسسة المعارضة بوضعها الحالي مشروع فاشل، وغير قابلة للعب أي دور مجد، بل هي مجرد هدر للمال العام، وعليها –أي زعامة المعارضة- أن تـُرتب بيتها الداخلي، وتتغلب على تناقضاتها، قبل أن تطالب الحكومة بشيء، علما أن أكبر مطلب لزعيمها على ما يبدو بات مجرد الاستقبال في القصر الرئاسي، أو مبنى الحكومة، فالرجل يشكو من عزلة حكومية كما يقول، والواقع يقول إن لرئيس الجمهورية، والوزير الأول أولويات أهم بكثير من التقاط صور تذكارية مع الحسن ولد محمد.

PLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMIT