الرئيس الموريتاني المقبل.. طموح المعارضة، ومخطط النظام (معلومات)

يبدو أن محاولة "صناعة" الرئيس الموريتاني المقبل بدأت بشكل مبكر، حتى قبل انتصاف المأمورية الأخيرة للرئيس ولد عبد العزيز، والمفارقة أن كلا من المعارضة، والموالاة يحاول التحكم في الرئيس القادم، والفوز بهذا المنصب، وبدأ الطرفان إعداد الطبخة الرئاسية على نار هادئة، فعلى جانب الأغلبية بدأت الاستعدادات بتأكيد ولد عبد العزيز عدم ترشحه مجددا، وقوله إنه سيدعم مرشحا آخر، وتنشغل الأغلبية بالسؤال السحري من هو ذلك المرشح يا ترى؟؟.

 

ويرى المراقبون أن اختيار النظام الحالي لمرشحه لمنصب رئيس الجمهورية سنة 2019 لن يكون سهلا على الإطلاق، لأنه يلزم أن يكون مرشحا يحظى بتزكية الجيش ورجالاته، ودعم رموز الأغلبية من المدنيين، ومباركة من الخارج، وهي شروط يصعب توفرها مجتمعة في شخص بعينه.

أما المعارضة فلا تبدو في موقف أسهل من النظام، وقد أدركت ذلك مبكرا، وشكلت لجنة – برئاسة الوزير الأول الأسبق يحي ولد الواقف- مهمتها البحث في إيجاد مرشح موحد للمعارضة، والإعداد لانتقال الرئاسة م ولد عبد العزيز إلى رئيس منتخب ديمقراطيا، وستكون مهمة ولد الواقف بالغ الصعوبة، خاصة وأن جميع المرشحين التقليديين للمعارضة سيكونون خارج الحسابات 2019 لأسباب مختلفة.

 فالرئيس أحمد ولد داداه لن يكون مرشحا للرئاسيات المقبلة بسبب عامل السن، وهو الذي ظل يحجز مكانه بين المرشحين منذ بداية المسلسل الديمقراطي، والعامل نفسه سيقصي مسعود ولد بلخير عن السباق، كما أن محمد جميل منصور من المرجح ألا يكون مرشحا، بحكم كونه سيتخلى عن رئاسة حزبه العام الجاري، ما يعني أن الصف الثاني من قيادات المعارضة ستكون له الكلمة، إلا إذا اختار الجميع تجاوز الكل، والاتفاق على مرشح تكنقراطي من خارج أحزاب المعارضة، وهو حل قد تلجأ إليه المعارضة إن كانت حريصة فعلا على توحيد مرشحها للرئاسة، خاصة مع استحالة تنازل أي حزب لحزب آخر، وتزكية مرشحه، نتيجة لتضخم أنا المعارضة.

ويبقى السؤال الأبرز هو.. هل يتنجح المعارضة في توحيد صفوفها لأول مرة، وتحدث المفاجأة بحصول مرشحها على منصب رئيس الجمهورية، أم أن النظام سيمرر مخططه، وينجح في توريث الحكم لمن يختار؟.