أكثر من مائة عام مضت منذ إنشاء الحرس الوطني، مسيرة قرن، ويزيد سطر خلالها هذا الجهاز أروع البطولات، ويختزل المتحف العسكري في نواكشوط تاريخ أول وأقدم سلك عسكري في البلاد، وتفاصيل الملاحم التي دافع فيها عن أراضي الوطن، وسهر على تأمين ممتلكات المواطن، وضمان راحته.
ورغم أن الأجهزة العسكرية، والأمنية في البد يلعب كل واحد منها دوره الحيوي، الذي لا غنى عنه، وتتكامل أدوارها في النهاية، لتصب في الهدف ذاته، إلا أن قطاع الحرس الوطني يتميز بعدة ميزات عن غيره، من بينها أنه الأكثر انتشارا على عموم التراب الوطني، فالحرسيون تجدهم في المدن، والأرياف، والقرى، في كل ولاية، ومقاطعة، ومركز إداري، فضلا عن التجمعات الجهورية للحرس الوطني في العديد من عواصم الولايات، كما يتميز قطاع الحرس الوطني بقربه من المواطن، وتواصله المباشر معه، وهو بذلك من أكثر الأجهزة الأمنية في البد إدراكا للحاجيات الأمنية للمواطنين، واستجابة لها، ويتميز الحرس الوطني بكفاءة عالية في تنفيذ المهام الموكلة إليه، خاصة ضبط الأمن، والسيطرة على الشغب، وتأمين الأسواق، والأماكن الهامة خلال الاضطرابات، والاحتجاجات، وتعززت قدرات الحرس الوطني بفرق عالية التدريب للتدخل السريع، ومكافحة الإرهاب، والجريمة المنظمة.
وبالإضافة لهذه الأدوار الأمنية البارزة، يطلع الحرس الوطني بأدوار إنسانية، حيث يتدخل عناصره في العديد من الحالات لنجدة المواطن المحتاج، ومساعدته، وكان لافتا مشهد عناصر الحرس الوطني وهم يترجلون من سياراتهم لفتح الطريق، وتسهيل حركة المرور في العديد من ملتقيات الطرق في انواكشوط الجنوبية، التي يتولى القطاع تسيير دوريات ليلية فيها منذ أكثر من سنة، ضمن الخطة الأمنية التي أقرتها السلطات العليا في البلد لتأمين العاصمة، وقد لوحظ انخفاض واضح لمستوى الجريمة في هذه الولاية، التي تعتبر أكبر ولايات العاصمة الثلاث، وتضم مقاطعات: الميناء، عرفات، الرياض، وقد تمكنت دوريات الحرس الوطني من الإيقاع بشبكات إجرامية ظلت تروع المواطنين، وتعتدي على أرواحهم، وممتلكاتهم، وكان آخر ذلك القبض على عصابة خطيرة متخصصة في سرقة السيارات في انواكشوط قبل أيام.
واليوم – ولأول مرة في تاريخ هذا الجهاز- يتولى قيادته لواء متمرس من أبناء الحرس الوطني، يتميز بالخبرة العسكرية، والمؤهلات العلمية، والكاريزما القيادية، وهو ما استقبله الحرسيون بترحاب كبير، باعتباره جسد تكريما من رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، ليس فقط لهذا اللواء الحرسي فحسب، بل تكريما كذلك للحرس الوطني كقطاع، وهو تكريم مستحق بكل المقاييس.
ملاحظة: التقرير مرفق بتقرير مصور أعدته قناة الجزيرة بمناسبة مرور قرن على إنشاء الحرس الوطني، وتقرير مصور أعده موقع الوسط الإخباري بمناسبة تخليد الذكرى 55 لعيد الاستقلال في انواذيبو.
لمشاهدة تقرير قناة الجزيرة اضغط هنا.
لمشاهدة تقرير الوسط اضغط هنا.