يعتبر وزير الاقتصاد والمالية المختار ولد اجاي أكثر الوزراء عرضة للشتم، والتجريح، والتشويه من قبل أوساط خفية في الغالب، تتستر بعباءة صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وتمتطي منابر إعلامية معروفة، ولكن يبقى السؤال ملحا.. ما الأسباب الحقيقية لتعرض الوزير ولد اجاي لهذا الكم من الهجوم، والتشويه ؟؟ هل هي فقط غيرة على البلاد، والعباد، ودفاعا عن الوطن ضد هذا الخطر الداهم الذي يشكله الوزير ولد اجاي؟؟ أم أن وراء الأكمة ما وراءها..؟
يلاحظ المراقبون أن هذه الهجمة ضد الوزير ازدادت وتيرتها بعد تعيينه على رأس الاقتصاد والمالية، وكان قبل ذلك في الحكومة وزيرا للمالية، ولم يكن عرضة لمثل هذا الهجوم بهذا الحجم، وهو ما يؤشر لبداية الخيط لمعرفة الدوافع الحقيقية للهجمة، وإذا عــُرف السبب بطل العجب.
والسبب باختصار شديد هو أن الوزير ولد اجاي، وبتعليمات من رئيس الجمهورية، وتنسيق مع الوزير الأول يحرص كل الحرص على صرف أموال الشعب الموريتاني وفقا لما تنص عليه القوانين، ويمنع منعا باتا أي تلاعب بالمال العام، وقد سد كل المنافذ التقليدية لنهب المال العام، وأغلق تلك الحنفيات التي كانت تدر على جيوب، وحسابات البعض أموالا يأخذونها من غير حلها، ويتبع وزير الاقتصاد والمالية سياسة واضحة، ودقيقة، وشفافة تجعل كل قطاعات الدولة ملزمة باتباع المسطرة الإجرائية القانونية للحصول على ميزانيتها من مال الشعب، وينطلق الوزير ولد اجاي من فلسفة مفادها أن ضياع أوقية واحدة من مال الشعب يساوي ضياع مليار، ولكن في المقابل أي جهة لديها الحق قانونيا في استلام مبالغ من الدولة ستستلمها دون من، ولا أذى، سواء كانت هذه المبالغ أوقية واحدة، أو مليارا من الأوقية.
هذه الصرامة في تطبيق القانون، والحرص على ترشيد المال العام من الطبيعي أن تجر على الوزير نقمة الكثيرين، حتى ولو منحته ثقة رئيس الجمهورية، والوزير الأول، ومما زاد من الغضب من الوزير ولد اجاي كونه لا يهتم بترضية لوبيات المال، والأعمال، ولا يلقي بالا لتدوينات الفيسبوكيين، ولا يهتم أصلا بما تكتبه الصحافة عنه، مدحا كان، أو قدحا، فهو لا يخوض معركة علاقات عامة، بقدر ما يركز على معركة محاربة الفساد، وتجفيف منابع المفسدين.
ابتكر المتضررون من حملة محاربة الفساد هذه أساليب عديدة للهجوم على الوزير المثير للجدل، أحيانا بدق الأسافين بينه، وبين الوزير الأول، وبعد فشل ذلك، جربوا الوشاية المكشوفة به لدى رئيس الجمهورية، ولما اكتشفوا ثقة الرئيس في سياسة وزيره للمالية، توجهوا للرأي العام في حملة تضليل، وتشويه لصورة الوزير، لكن الخيبة الكبيرة أصابتهم لعدم تجاوب قطاعات واسعة من الشعب مع مثل هذه الحملات الشخصية، التي يبدو واضحا منها أنها موجهة ضد شخص بعينه، وليست ضد ممارسات خاطئة، أو سياسات تضر الشعب.