من أعلام إفريقيا..
كانت للشيخ ابراهيم انياس مكانة علمية بارزة في العالم الإسلامي، فقد كان محل التكريم والعناية في جميع الدول الإسلامية، وقد زارها كلها تقريباً، كما زار كذلك المجتمعات الإسلامية في الدول الأخرى، وقابل علماء عصره وأفادهم واستفاد منهم.... وكانت له صلات قوية بمشايخ الأزهر أمثال الشيخ محمود شلتوت، والشيخ الدكتور عبد الحليم محمود، من شيوخ الأزهر.
وقد كرمه علماء الأزهر بأن منحوه رئاسة الأزهر الشرفية لغزارة علمه ولقبوه: "شيخ الإسلام" في عهد الشيخ محمود شلتوت، كما طلبوا منه أن يؤم صلاة الجمعة في جامع الأزهر، وكان ذلك بتاريخ صفر من عام 1381هـ 21/7/1961م.
و هو أول إفريقي غير مصري يؤم المسلمين في صلاة الجمعة في الأزهر الشريف. وبعد صلاة الجمعة علق الشيخ محمد الغزالي على خطبته قائلا: " إننا مطمئنون على مستقبل العالم الإسلامي ما دام في المسلمين أمثال ضيفنا العظيم شيخ الإسلام إبراهيم إنياس".
ولد الشيخ إبراهيم عبد الله نياس يوم الخميس 15 رجب 1318هـ في طيبة، وهي قرية صغيرة قرب مدينة كولخ في السنغال، ونشأ في حجر والده، وقرأ عليه القرآن حتى حفظ حفظاً جيداً برواية ورش عن نافع، وقد ظهرت عليه النجابة في صغره، وبعد أن حفظ القرآن شمر عن ساعد الجد والاجتهاد في تحصيل العلوم، المنطوق منها والمفهوم، وبلغ فيها المنى والمراد، وتبحر فيها وتفنن بجميع فنونها.
توفي العلامة الشيخ ابراهيم انياس في لندن حيث كان يعالج يوم 15 رجب 1395هـ, يوليو 1975م, و دفن في مدينته المعروفة باسم "مدينة" قرب كولخ, جنوب شرق السنغال في جنازة مهيبة حضرها خلق لا يحصى.