يلاحظ المراقبون باستغراب حجم الاستهداف الممنهج لجهاز الحرس الوطني، وقائده اللواء مسقارو ولد سيدي من طرف مواقع إلكترونية، وأشخاص بعينهم، سخروا صفحات مواقعهم، وصفحاتهم الشخصية في تغطية مباشرة، ومستمرة، ومملة لحادث فردي، أصر هؤلاء على استغلاله ضد جهاز أمني بأكمله، وقائد عسكري رسم مشواره بشرف، وكتب ماضيه بحروف مضيئة يعرف الموريتانيون جميعا أخلاقه، وسجاياه.
المفارقة أن هوس هؤلاء، ونشوتهم بهذا الخبر أوقعتهم في نوبة فرح هستيري جعلتهم لا يضبطون إيقاع حملتهم المسعورة هذه، فوقعوا في تناقض واضح، بل فاضح، ينشرون الخبر، ونقيضه دون أن يصححوا الرواية، أو يعتذروا للقراء.
فمثلا نشر هؤلاء بصيغة الجزم والتأكيد أن نجل اللواء مسقارو الشاب المختار "قد تم إطلاق سراحه بسرعة بناء على تعليمات من جهات عليا" وبعد ساعات نشروا أن الشاب، ورفاقه موجودون عند الدرك، ويحقق معهم، وسيحيلهم للقضاء، دون أن يعتذروا للقراء عن نشر المعلومة الأولى التي اعترفوا هم بكذبها.
ثم بين عشية وضحاها تحول هؤلاء إلى خبراء في الخمور، وأشكالها، وأسعارها، ونشروا قائمة بأسماء نوعيات الخمور المزعومة، بتفاصيل الكم، والكيف، فهل كانوا شركاء في هذه العملية، أم هو تخمين فقط أتى من نشوة الفرح.
لنفترض جدلا أن مراهقا أوقفته السلطات بناء على مخالفة من أي نوع كانت، ما علاقة الحادثة بجهاز أمني آخر، وبقائد عسكري حتى لو كان والد الشاب الموقوف، إلا إذا كان الغرض هو الخلط، والتدليس.
وقبل هذا كله هل كان خبر توقيف شاب على الحدود للاشتباه بحمله مواد ممنوعة هل كان هذا الخبر سيحتل كل تلك المساحة من اهتمام هؤلاء، وأجنداتهم، أم أن البعض بات متخصصا في نشر فضائح أجهزة الأمن كما يسميها، دون استثناء للجيش، في الداخل، والخارج؟؟؟ والسؤال الأخير هل فقد البعض صوابه، وضاعت بوصلته تحت تأثير وقع الخمور، فبات يكتب دون وعي، وينشر دون إدراك؟؟؟ّ!
نقلا عن صفحة الأستاذ: سعدبوه الشيخ محمد