استهداف الحرس الوطني.. ومن "الأخبار" ما فضح !

يعتبر الإعلام في كل زمان ومكان "صناعة" وسلعة يتم إخراجها بطريقة معينة، لتوصل رسالة محددة، لتحقيق أهداف معلنة أحيانا، وخفية أحيانا أخرى، في موريتانيا بات واضحا أنه لم يعد يحق للبعض أن يتحدث ب"أبوة" في مجال الإعلام، سقط القناع، وانكشفت اللعبة، ومعها تحددت الأهداف.

فعندما يتم تجاهل حدث مهم، وجدت معطياته بالنص، والصوت، والصورة، مثل تكريم وحدة من الحرس الوطني تمثل موريتانيا في مهمة دولية بساحل العاج، تم تكريمها من أعلى مسؤول دولي، ويتم التركيز على "شائعة" منقولة عن "مصادر موثوقة" تفيد بأن عناصر من الحرس الوطني مشاركين في نقل الخمور من دولة مجاورة لموريتانيا، ويتم تصويب البوصلة نحو قائد أركان هذا الجهاز، ونشر صورته مرفقة، وكأنه هو من أصدر تعليمات بتنفيذ تلك العملية – إن صحت أصلا- عندما يتم ذلك، وبفارق أقل من ثلاثة أيام، حينها تتضح جليا معايير البعض في النشر، والتجاهل، والتقزيم، والتضخيم، والتسديد، والتحييد.

إن مبدأ التجريم بالقرابة، وتصفية الحسابات عن طريق تشويه صورة جهاز أمني بكامله، يعتبر ضربا من "الإعلام الكيدي" إذا جاز المصطلح، خاصة وأن من نشروا ذلك كانوا قبل ساعات يطبلون، ويزمرون لوزير في الحكومة طالما انتقدوه، ووصفوه بنعوت لا تليق، وهو ما شكل مفارقة توقف عندها القراء باستغراب.!!

وكاعتراف منهم بممارسة "اتبشمركي" قاموا بنزع صورة اللواء قائد أركان الحرس الوطني بعد ساعات من نشرها مرفقة بالعنصر، واستبدلوها بسيارات للدرك الوطني، وهو ما يشكل انهيارا لمبدأ عدم تغيير أي شيء سبق وأن نشر، وقد يتم نزع صورة سيارات الدرك لتوضع مكانها صورة أخرى تبعا لاعتبارات خاصة.

هو إذا الإعلام الموريتاني.. الكل في الهوى سواء، كل يمارس "اتبشمركي" بطريقته، ويلعب السياسة بأسلوبه، ويحقق مصالحه الشخصية بطريقته، فلم يعد مقبولا أن يمنح أحد شهادات حسن سيرة وسلوك في هذا المجال.

 فمن يعتبرون أنفسهم المهنيين، والموضوعيين ثبت بالدليل أنهم أكثر الناس انحيازا، وتضليلا، فعلى الجميع أن لا يصدع رؤوسنا بعد اليوم بالثناء على نفسه مهنية، وحيادا، وموضوعية، ويتركنا من "كثرة الأخبار" وينتبه، فإذا كان قد قيل قديما إن من الحب ما قتل، فمن "الأخبار" ما فضح.

التراد ولد الشيخ

PLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMIT