أثارت خطوة ملك المغرب بنقل الزعيم الروحي البارز في موريتانيا، ومالي، ودول إفريقية الشيخ محمدو ولد الشيخ حماه الله للعلاج في المغرب على نفقة الملك، تحت عناية خاصة، أثارت الكثير من اللغط داخل موريتانيا، وطرحت العديد من علامات الاستفهام المشروعة، لعل أهما.. هل عجزت موريتانيا عن التكفل بنفقات علاج مواطنيها، وخاصة الشخصيات البارزة، حتى باتوا لاجئين ينتظرون مساعدة من دولة أخرى ؟؟ ثم هل هذه اللفتة الخاصة من ملك المغرب تجاه ولد الشيخ حماه الله محاولة لاستغلال نفوذه الرجل، ومكانته في موريتانيا لخدمة سياسة المغرب في المنطقة ؟؟ وهل اختيار الشيخ محمدو ولد الشيخ حماه الله تلبية دعوة ملك المغرب لغاية أخرى غير العلاج، لأسباب سياسية مثلا، تتعلق بموقف سلبي من نظام ولد عبد العزيز ؟..
وفي إطار البحث عن أجوبة لهذه الأسئلة، أو بالأحرى "الهواجس" من المفيد أن نستحضر نقطتين هامتين.
الأولى هي أن المغرب يسعى جاهدا لوضع يده على الزعامات الروحية في القارة الإفريقية، ويستضيف كل سنة ممثلين عن الطرق التيجانية، وهو اليوم يسعى لإكمال الحلقة بالسيطرة على الحمويين، أو على الأقل ربط علاقات معهم، تجعلهم يدورون في فلك العرش.
النقطة الثانية هي أن الشيخ محمدو ولد الشيخ حماه الله هو في النهاية مواطن موريتاني، ومعلوم أن الرباط تستضيف ألد خصوم النظام الموريتاني، بشكل دائم، أو دوري، وتمنحهم امتيازات، وعناية خاصة، من ولد بوعماتو، إلى ولد الشافعي، ومؤخرا اعل ولد محمد فال، وغيرهم، ومعلوم أن علاقة الشيخ محمدو ولد الشيخ حماه الله مع الرئيس الموريتاني ولد عبد العزيز لم تكن وردية تماما، وشابها الكثير من التوتر، فهل لهذه الخلفية علاقة بالرحلة العلاجية للزعيم الروحي البارز للمغرب ؟؟!
على كل حال نتمنى أن يمن الله تعالى بالشفاء العاجل على هذه القامة الروحية السامقة، وأن يعود ولد الشيخ حماه الله لأهله، ومريديه، وأنصاره سالما معافى، وأن لا تكون هذه الخطوة المغربية الإنسانية لها دوافع سياسية، في زمن قلت فيه المواقف الإنسانية المجانية.