يجب أن تعطى حصانة دبلماسية لأهل العلم والصلاح خصوصا أننا نعيش اليوم في زمن طغى فيه سوء الأخلاق وانتشر فيه الجهل كأننا في جاهلية أخرى جديدة في زمن يهون فيه أهل العلم والفهم والصلاح، وترتفع فيه أصوات الغوغائيين والسفلة وأصحاب الأهواء ... لا هيبة اليوم للعلماء والفضلاء ولا احترام لأهل العلم والنباهة والفضل !!! ، فالعالم - اليوم - مهان ، وعرضه غير مصان ، حتى صار ينتقد من طرف أسافل الخلق ، ويتطاول عليه أهل الجهل الجهالة .
لم يعد لأهل العلم منا أي درجة ولا أي احترام ولا تبجيل ولا توقير .. ولا ذكر حسن على الأقل .!! إننا في زمن انقلبت فيه الموازين رأسا على عقب ، كأننا قوم يمشون مكبين على وجوههم ، ولا أحد اليوم يدافع عن جهابذة العلم إلا من رحم الله ، بل العالم مغتصب ، حقه مبغي عليه ، ومحروم من ابسط حقوقه ، إذا تكلم قالوا ( أساء علينا ) ، وإذا سكت وصفوه بأنه ( شيطان أخرس) ! نعوذ بالله .
كيف يوصف من رفع الله قدره ، وأعلى شأنه ، وأعطاه الحكمة والعلم ، بهذا الوصف الذي لا يليق بأمثاله من العلماء الربانيين ؟ تعسا لمن يريد الدنيا على حساب الدين ، وتبا لمن يستبيح اعراض المسلمين لاسيما العلماء الصلحاء الممتثلين . فيا حسرة الشباب اليوم حين لا يقيم وزنا لهؤلاء الذين اختارهم الله ليحملوا مشعل العلم وينشرون الدين . يا حبذا من قدر العلماء وأنزلهم منازلهم التي أعطاهم الله إياها .
أي حرية هذه التي تبيح المساس باعراض الناس - العلماء خاصة - ونهش لحومهم وتدنيس شرفهم والطعن في علمهم فكيف بنا لعنهم ونعتهم بأوصاف الأوباش وابناء الخلاء ... هل عميت على الشباب حقيقة هؤلاء العلماء، الذين كرسوا جهودهم، واستعملوا طاقاتهم ،وامكانياتهم ،وملكاتهم في سبيل تحصيل العلوم ونشرها والانتفاع بها . اعلم ايها الغرّ الأحمق بأن " العلماء ورثة الانبياء " واعلم بأن الله جل وعلا قال في محكم تنزيله : ( ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ).
واعلم بأن التطاول على العلماء ، يورث طمس البصيرة ، وربما يفضي إلى الضلال وربما يكون سببا في سوء الخاتمة ودخول النار أعاذنا الله وإياكم منها . اعلم يا أخي في الله بأن قيمتنا الحقيقية تتمثل في علمائنا ، واعلم بأم العلم يرفع الله به الدرجات ، ويحط به السيئات ، وقد أمرنا الشرع بطلبه ، ولا عذر لأحد في إهماله وتركه : ومن على ترك التعلم استمر %% فهو كلب أو حمار أو أشر ! . فالعلماء هم : " قلب الأمة " الذي يفوح منه اريج العلم والصلاح والفلاح ... اعلم أيها الشاب المسلم بأنك مسؤول غدا بين يدي الله - عز وجل - مسؤول عن حقوق هؤلاء ومسؤول عن اساءاتك اتجاه الناس ولاسيما العلماء، فلحوم العلماء مسمومة . إخوتي لعلي اطلت عليكم وكررت الكلام فاعذروني فأنا مكلوم المشاعر مجروح القلب ، تفيض عيوني حزنا على الواقع الأليم الذي يعيشه فقهاؤنا اليوم ، فلماذا لاتهتم بهم الدولة وتساعدهم وتساندهم وتتبنى علمهم وتنشره .
متى ستعود للعلماء هيبتهم ومكانهم ..قال الله تعالى : ( يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين أوتو العلم درجات ) ، والله إنها لدرجات لاتمحى ، ولا يمكن طمسها حتى ولو تعالى وارتفع نباح الكلاب - كلاب البشر- وعواء الذئاب ونقيق الضفادع وزئير الأسود وفحيح الأفاعي ..... فصوت العلم فوق كل صوت .
كم من تغريدة فيها سب وشتم لأحد احبار هذه الأمة - الإسلامية - وكم من همسة فيها تحقير لهؤلاء العلماء وكم وكم ؟؟!!! اقترح على المعنيين بشؤون هذه الأمة ( القمة) ان يفرضوا تعزيرا على كل من يسب عالما أو يتجرأ عليه ولو بشطر كلمة . هذا و ( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله ) فلا حول ولا قوة إلا بالله اعلي العظيم .
د/ دداه ولد ادي