بعد فترة اعتكاف سياسي، واعتزال للظهور العلني، أطل النائب البرلماني محمد ولد ببانه من بوابة صحراء ميديا، ليعلن مواقف جريئة، بقدر ما هي مفاجئة، وغامضة، في أهدافها، فولد ببانه صب جام غضبه على حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، في تصريح تجاوز حد النقد البناء، إلى الهجاء، والقدح، والطعن في شرعية رئيس الحزب، ومطالبته بالاستقالة، ولم يقف ولد ببانه عند هذا الحد، بل وصل انتقاده لرئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، الذي ناشده أكثر من مرة أن يتدخل لتصحيح مسار الأغلبية قبل فوات الأوان.
ولم يخف ولد ببانه استعجاله لانتهاء مأمورية الرئيس، منوها بتصريحات الرئيس التي قال فيها إنه سيترك الرئاسة مع نهاية مأموريته الحالية، وكأن ولد ببانه يريد رسم ملامح مرحلة ما بعد ولد عبد العزيز.
تصريحات ولد ببانه هذه لافتة في توقيتها، ودلالتها، ويرى المتابعون أنها تعكس وجهة نظر قطب سياسي داخل النظام، بدأ من الآن يحضر نفسه للعب دور بارز في موريتانيا ما بعد 2019 ومعلوم أن ولد ببانه مقرب جدا من أحد أبرز الوزراء الحاليين، ما يجعل تصريحه مؤشرا يقاس به موقف آخرين قد لا تسمح لهم مكانتهم في السلطة بالتعبير صراحة عن ما عبر عنه ولد ببانه، وإن كان يمثلهم.