يعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أرفع مسؤول دولي في العالم، فضلا عن كونه "محايدا" ويعد اللقاء ببان كي مون فرصة نادرة، وعادة ما يلتقي المسؤولون الأمميون بمختلف الفرقاء، والأعداء، والمتناحرين، وزيارة الأمين العام للأمم المتحدة الحالية لموريتانيا، اعتبرت نصرا دبلوماسيا لموريتانيا، بغض النظر عن نتائج الزيارة.
الأنباء المتداولة حتى الآن تفيد بأن المعارضة في موريتانيا تتجه لارتكاب أكبر خطأ في تاريخها، وذلك بمقاطعتها لأنشطة بان كي مون في انواكشوط، في موقف بالغ الغباء السياسي، وتتجلى سلبية موقف المعارضة هذا في:
أولا: مواجهة العالم..
بمقاطعتها لأنشطة أمين عام الأمم المتحدة في انواكشوط نقلت بعض أطراف المعارضة معركتها من مواجهة النظام، إلى مواجهة العالم، عبر الاستهزاء بأرفع مسؤول دولي، ومقاطعته، وسيكون على المعارضة الموريتانية تبرير هذا الموقف من بان كي مون، وسيحرج زعماء المعارضة في المحافل الدولية.
ثانيا: جهل بالدبلوماسية الدولية
تقول أعراف الأمم المتحدة إن أمينها العام عندما يكون في زيارة لأي بلد فهو وحده الذي يحدد جدول زيارته، ومن يلتقي، ومن لا يلتقي، ولا يحق لحكومة ذلك البلد التدخل في زيارته، أو توجيهها، وهو ما يجعل مقاطعة المعارضة الموريتانية لهذه الزيارة موقفا ضد الأمم المتحدة، وليس ضد حكومة موريتانيا.
خطأ استراتيجي..
من الغريب مقاطعة أطراف في المعارضة لنشاطات بان كي مون، بدعوى أنه وصل انواكشوط بتنسيق، أو دعوة من الحكومة، مع أن أطرفا المعارضة هذه تتسابق نحو بوابات السفارات الأجنبية في انواكشوط، للاجتماع مع السفراء، وهم معتمدون من الرئيس الموريتاني ولد عبد العزيز، ودخلوا البلاد بعد موافقة الحكومة، فما الفرق بينهم، وبين بان كي مون ؟ لماذا يتساقط البعض كالذباب على موائد السفراء الأجانب، ويقاطعون لقاءات أرفع مسؤول دولي ؟؟ّ!!.
إن صح ذلك، تكون معارضة موريتانيا قد ضيعت على نفسها فرصة ذهبية لشرح موقفها للعالم، وارتكبت خطأ يرقى لدرجة الانتحار السياسي.