يتعرض وزير المالية المختار ولد اجاي منذ أسابيع لموجة من التشويه، والدعاية المغرضة، أخذت أشكالا متعددة، وأساليب مختلفة، لتبقى غامضة في أهدافها، غريبة في أسبابها، مفاجئة في توقيتها، فالبعض يتساءل باستغراب عن الهدف من التلفيق، وحملة التشويه الممنهج ضد وزير المالية، ذلك لأنه شاب، تكنوقراطي، لم يتم طبخه في المستنقع السياسي، ولم تتلطخ يداه بسرقة المال العام، أيام كان ذلك أمرا شائعا، وهو شخص مقنع في أدائه المهني، وخطابه كذلك.
ويلاحظ المراقبون أن موجة التشويه ضد وزير المالية بدأت، وتصاعدت أساسا بعد توشيحه من قبل رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز في انواذيبو، خلال احتفالات الاستقلال، في سابقة من نوعها، اعتبرت تزكية للحكومة في الملف المالي، وشهادة حسن سيرة وسلوك يضيفها ولد اجاي لرصيده المعنوي الشخصي، بعد أن أضاف غيره لرصيده المالي أموالا طائلة، دون أن يسأله أحد من أين لك هذا.
وبما أن وزير المالية يعتبر من أبرز وزراء الحكومة، وأكثرهم قربا من رئيس الجمهورية، والوزير الأول، بدأت الحملة بنشر إشاعات كاذبة، تقول إن ولد اجاي يسعى لمنصب الوزير الأول، وعينه البعض فعلا في هذا المنصب، وكأنهم أرادوا إرباك الحكومة، ودق إسفين بين الوزير الأول، ووزير ماليته، والواقع أن ولد اجاي لم يصرح – حسب كل القرائن- لأي شخص بهذا الموضوع.
انتهت هذه الأكذوبة، لتبدأ قصص أخرى من نسج خيال هؤلاء، كلها أقوال بلا دليل، واتهامات بلا بينة، تستهدف وزير المالية، ومن ورائه الحكومة، وتشكك في ثقة رئيس الجمهورية التي منحها لهذا الشاب، الذي خطط فأبـدع، ونفذ فأقـنع، وذلك بامتلاكه لخبرة مشهودة في مجال عمله، لكن يبقى السؤال مطروحا.. لماذا يهاجمون وزير المالية المختار ولد اجاي؟؟ّ!
هاجموه لأن الرجل أوصد أبوابا كانت مـُشرعة على مصراعيها لنهب المال العام، لأن البعض يقيس مستوى الرخاء الاقتصادي للبلد بمستوى جيبه، هاجموه لأنه – أي ولد اجاي- منع صرف أوقية من مال الشعب إلا لمستحقيها، عبر التدقيق في العلاوات الوهمية، هاجموه كذلك لأن الرجل يفضل سياسة العمل بصمت، على الضجيج والثرثرة، هاجموه لأنه يعمل في تناغم، وانسجام تامين مع الوزير الأول يحي ولد حدمين، في ما يخص تنفيذ سياسة، وبرنامج الرئيس محمد ولد عبد العزيز.
ومهما حاول هؤلاء من وضع للعصي في الدواليب، فإنهم لن ينجحوا في تزييف الحقائق، ولا تزوير الأرقام، ولا قلب المعطيات،التي تبقى كلها شاهدة، ومؤكدة على أن المختار ولد اجاي هو بالفعل الرجل المناسب في المكان المناسب.
والمفارقة الغريبة العجيبة هي أن يحظى ولد اجاي بثقة الرئيس، والوزير الأول، وثقة طواقم وزارة المالية، الذين احتفوا بتوشيحه، في حين يتعرض لاتهامات زائفة من جهات أخرى، وكأنها لا ترى، أو لا تريد أن ترى حصيلة عمل هذا الرجل.