هل تحولت المحاظر من قلاع للعلم، إلى مادة للسجال السياسي ؟


ندد العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددورئيس مركز تكوين العلماء بما قال إنها حملة تستهدف المدارس، والمعاهد الإسلامية في موريتانيا، وطالب الشيخ الددو الجميع بالتصدي لهذه الحملة، متوعدا من يقومون بها بعواقب وخيمة، وأكد الشيخ الددو - في محاضرة بأحد مساجد انواكشوط مساء اليوم الخميس – أن المعاهد القرآنية لا تحتاج إلى ترخيص من أي جهة، لأن ترخيصها موجود منذ نزل القرآن الكريم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتساءل الشيخ الددو .. متى سنتحرك إذا لم نتحرك للدفاع عن القرآن الكريم، ومدارسه؟ وطالب الشيخ الددو بفتح عشر محاظر، أو معاهد، مقابل أي معهد، أو محظرة يتم إغلاقها.

 ويرى مراقبون أن تصريحات العلامة الددو هذه ستعيد الجدل بقوة حول إغلاق بعض المعاهد الإسلامية في البلد، بالنظر لما يتمتع به الشيخ الددو من تقدير، واحترام، وشعبية كبيرة في البلاد، فهو من أبرز علماء موريتانيا، والعالم الإسلامي، ويصنفه البعض كأب روحي للإخوان المسلمين في موريتانيا، وشوهد في أكثر من مناسبة يرفع شعار "رابعة" .

وكانت جماعة الدعوة والتبليغ قد اختتمت قبل أيام مؤتمرها السنوي في انواكشوط، بمشاركة آلاف الدعاة، والعلماء، من موريتانيا، ودول مختلفة، ولم تتحدث الدعوة والتبليغ في مؤتمرها عن مسألة إغلاق بعض المعاهد الإسلامية في البلاد، في موقف فهم البعض منه أن الجماعة لا تريد الدخول في الجدل حول هذا الموضوع، وهو جدل لم يكن البعد السياسي غائبا عنه، مهما قيل، ومعلوم أن جماعة الدعوة والتبليغ تنأى بنفسها عن الخوض في الشأن السياسي، بعكس جماعة الإخوان المسلمين، التي تنغمس في السياسة.

وكان الرئيس الموريتاني الأسبق اعل ولد محمد فال قد قال في تصريح لإذاعة فرنسا الدولية إن المحاظر الموريتانية تصدر المتشددين الإرهابيين، وهو التصريح الذي أثار جدلا واسعا في الأوساط الموريتانية، وبذلك تكون محاظر موريتانيا قد تحولت من قلاع للعلم، تنشر النور، والسلام، إلى مواد لسجال سياسي، بطابع ديني، كل يدعي فيه الصواب، وربما يصدق في الجدل الدائر حاليا بشأن المحاظر، قول القائل:

وكل يدعي وصلا بليلى @ وليلى لا تقـر لهم بذاكـا

فالدولة مـُطالبة برعاية المحاظر، ودعمها، وليس التضييق عليها، لكنها في الوقت نفسه مطالبة بحمايتها، وتأمينها، وضبطها، كأي مرفق، أو منشأة أخرى، في ظل تحديات أمنية جديدة، لم تعد خافية على أحد، وربما لم تكن تلك التحديات موجودة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، كما أن جميع الجهات الأخرى مطالبة بترك المحاظر بعيدة عن الاعتبارات السياسية، فنقاء، وطهارة المحاظر يجب ألا يتم تدنيسهما برجس السياسة، ولعل هذا باختصار جوهر الموضوع.

فهناك ثلاثة أطراف تشكل أضلاع مثلث الجدل بشأن المحاظر، طرف معارض، يتهم الدولة بشن حملة لا هوادة فيها على القرآن الكريم، وأهله، وطرف يتهم المحاظر ب " تفريخ" الإرهاب، وطرف - هو الدولة - التي تقول إنها تريد تنظيم التعليم القرآني، وضبط الوافدين عليه، ومعرفة من يدرس، وما يـُدرس في المحاظر.

PLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMIT