ولد عبد العزير.. الإيمان، والشجاعـة (تعزية مؤثرة)

الصورة من أرشيف الوسطالصورة من أرشيف الوسطإنما الصبر عند الصدمة الأولى.. للمرة الثانية، يـُثبت رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز أنه رجل من طينة الرجال العظام، أنه رجل جلد عند المصائب، صبور، وشجاع، يواجه المواقف الصعبة بما يناسبها من تحمل، وتسليم بقضاء الله، وثبات، وعدم ارتباك.

ففي المرة الأولى..كلنا نتذكر ذلك التصريح التلفزيوني لولد عبد العزيز من على سريره في المستشفى العسكري بانواكشوط، بعيد خروجه من غرفة العمليات، تحدث الرجل بتركيز غير متوقع عن الحادثة، وطمأن أسرته، وشعبه، رغم أن وضعه الصحي حينها لم يكن يبعث على الاطمئنان، غادر الرجل إلى فرنسا على عجل، وغاب عن الأنظار لأكثر من شهر، أجرى أربع عمليات جراحية معقدة، وخضع لعلاج مكثف، ولدى عودته حرص ولد عبد العزيز على الوقوف في سيارة مكشوفة، - رغم ظروفه الصحية- وتحية الآلاف من مواطنيه، الذين اصطفوا على جنبات طريق المطار لرؤية رئيسهم بعد طول انتظار، وكبير قلق، في مساء مشهود لن ينساه سكان انواكشوط.

واليوم – وللمرة الثانية- يتعرض الرئيس ولد عبد العزيز لابتلاء آخر، لا يقل صعوبة مما سبق، يـُفجع في فلذة كبده، فيصبر، ويحتسب، كل الروايات التي نقلها من قابلوا ولد عبد العزيز مباشرة بعد علمه بخبر وفاة نجله أحمدو تؤكد أنه قال للجميع: " كان ولدي منحة من الله، وقد أخذها، وأنا مؤمن بقضاء الله وقدره" كلمات قد يبدو من السهل أن يقولها اللسان في مثل هذه الحالات، لكن الأصعب هو أن يتصرف المصاب بمقتضاها، وتصدقها تصرفاتها بعد الفاجعة، فقد بدا ولد عبد العزيز متماسكا، وهو يقاوم الحزن، والأسى، وحرص على قيادة سيارته بنفسه، كتعبير واضح عن عدم الجزع، والفزع، وربما كان لهذا الموقف الإيماني، والرجولي من الرئيس دور كبير في مواساة أفراد أسرته، بل والشعب الموريتاني كله.

صحيح أن المسلم لا يملك في مثل هذه المواقف إلا الصبر، واحتساب الأجر عند الله، ولكن ما هو صحيح أيضا أن الصبر في مثل هذه الحالات أمر بالغ الصعوبة، وإلا لما رتب الله تعالى عليه ذلك الأجر الكبير، والثواب الوفير، ولما نهى سبحانه وتعالى عن النياحة.

إننا لنعزيك – يا رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز- ونبشرك بما بشر الله به الصابرين على البلاء، والمصائب، والمحتسبين الأجر عند الله، فقد قال جـل من قائل( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون). صدق الله العظيم.

وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إِذَا مَاتَ وَلَدُ الْعَبْدِ قَالَ اللَّهُ لِمَلائِكَتِهِ قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي فَيَقُولُونَ نَعَمْ فَيَقُولُ قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ فَيَقُولُونَ نَعَمْ فَيَقُولُ مَاذَا قَالَ عَبْدِي فَيَقُولُونَ حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ فَيَقُولُ اللَّهُ : " ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ).

إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع.. ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، الحمد لله على نعمة الإسلام، والموت حق، فقد قال جل من قائل مخاطبا نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم: ( وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون) صدق الله العظيم.

اللهم إنا نضرع إليك أن ترحم عبدك أحمدو ولد عبد العزيز، وعبدك الشيخ عمر انجاي زميلنا العزيز وجميع موتى المسلمسن، مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وأن تلهم أهلهما جميل الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

كتبه: سعدبوه ولد الشيخ محمد.

PLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMIT