جزمت بعض المصادر الإعلامية بأن هدف زيارة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز إلى السعودية هو " بيع" موقف موريتانيا من المشاركة في الحرب في اليمن مقابل مبالغ مالية تدفعها السعودية لموريتانيا، إن من يروجون لهذه المعادلة يسيؤون إلى موريتانيا في المقام الأول، فإذا كان رئيسنا يبيع مواقف بلده من قضايا كبرى بهذه الطريقة، فيعني هذا أنه لا سيادة لنا، ولا نستحق أن نـُسمى دولة، بل نحن عصابة، أو مجموعة انتهازية.
إن العلاقات الموريتانية السعودية قديمة قدم الدولة الموريتانية الحديثة، ومجالات التعاون بين البلدين العربيين المسلمين عديدة، ومتشعبة، ولا ينبغي أن نحصر زيارة الرئيس الموريتاني للسعودية في الموقف في اليمن، فموريتانيا تقرر مواقفها من القضايا الخارجية بناء على رؤية وطنية، وتقدير للمصلحة العليا للبلد، وليس بناء على بضع دولارات تدفعها السعودية، ليكن هذا مفهوما، ثم إننا في موريتانيا لسنا في كارثة طبيعية، ولا ضائقة مالية تجعلنا نُسوق مواقفنا في الخليج.
المشكلة الكبيرة هي أن بعض ساسة موريتانيا، ومواقعها الإلكترونية لا يريدون لولد عبد العزيز أن يخرج من القصر الرئاسي، إلا بالاستقالة، فإذا سافر الرئيس إلى الصين تنشر تلك المواقع أنه يريد العلاج من مرضه في الصين بعد تعذر ذلك في فرنسا، وإذا سافر إلى أمريكا فذلك لأنه يريد إرضاءها على حساب علاقاتنا المهمة مع فرنسا، وإذا غادر إلى فرنسا فلأنه يريد "العمالة" لها، وقيل قديما إن ولد عبد العزيز يخوض حربا بالوكالة عن فرنسا، أما إن قام الرئيس بزيارات داخل البلاد فتلك مهرجانات كرنفالية، واستعراضات تُبدد ثروات الشعب في ما لا يفيد!!.