من يخرس بيرام و يريحنا(تدوينة)

ربما لا يكون التقاضي و العدل مخرجا من هذا المأزق الذي أصبح يؤرق السلطة أكثر مما يؤرق فئات كثيرة من المجتمع، و إنما الحل الأكيد هو الإحسان، بالإحسان نقطع لسان الزعيم أو الرئيس أو الحقوقي – لن نختلف على المسميات- كما اختلفنا حول التهمة ( حق عام أم سجناء رأي) .

 بلادنا و الحمد لله تزخر بالعلماء و المحسنين،و أصحاب النوايا الحسنة، و في الموالاة كما في المعارضة محسنون فلماذا لا نجد من بينهم من يدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة ليقطع لسان حركة إييرا و زعيمها و يخرسهم إلى الأبد، و ذلك بتحويلهم إلى أولياء صالحين بدل شرذمة "قليلون" من دعاة الفتنة و إثارة الشغبّ! .

ما الذي يضرنا لو حاكمنا بيرام ورفاقه في روصو كما يرغبون، ولماذا لا نطلق سراحهم إحسانا و ابتغاء مرضات الله بغض النظر عن ما ارتكبوه في حقنا و ما ألحقنا بهم، ونتركهم وشأنهم يخوضون غمار معركة النضال كما يزعمون، و نحن ماضون في ما نبتغي في محاربة ما يحاربون و أكثر عدة وعتادا لأننا الدولة.

ماذا لو دفعنا بيرام إلى أقصى اليسار و صارما لا تحمد عقباه و اكتشفنا بعد سنوات أننا كنا مخطئين، وأن الثمن كان باهظا، و كان من الممكن تفاديه، لكننا لم نبذل الجهد الكافي ولم نقدم التنازل المطلوب.

ماذا ستقول يا بيرام لو أدخلت فئات هذه المجتمع في مواجهة آثمة، و كلف ذلك مئات الضحايا لا قدر الله، هل كنت ستشعر براحة الضمير لأنك كنت سببا في حدوث ذلك ، و من يضمن أنه سيكون هناك من يعيد الحقوق و يوقف الانتهاكات و يحقق العدالة و المساواة، على من تراهن في هذا؟!

ألا يكفيك أنك صرت رمزا وطنيا في نظر بعض مواطنيك و زعيما حقوقيا لدى من ساندوك سواء كان ذلك بالصدفة أو بالحظ سمه ما شئت ؟

أي الطريقين سلكت يا بيرام ، طريقة المناضل مالكوم أكس في بداية مشواره أم نهج الزعيم مارتن لوثر كينغ؟

اعتقد أنك تعرف تماما مثلي أن الدرس الذي قدمه مارتن لوثر كينغ و الذي جعله بطلاً قومياً نجح في كسب كل الأمريكيين بسبب أنه لم يقع فريسة "الاغتراب" عن المجتمع دينياً وسياسياً واجتماعياً؛ الشيء الذي جهّز للتعاطف مع خطابه بل وتبنيه من قبل الجميع، وهو الدرس الذي ينبغي أن تستفيد منه قبل فوات الأوان، و تراجع الخطاب التحريضي الذي يدفع نحو المجهول، و الحكمة تقضي أحيانا أن نقبل بحلول وسطية لبلوغ الأهداف و الغايات النبيلة، وذلك في إطار أهون الشرور.

هكذا كان ديدن الزعماء و العقلاء .

حفظ الله موريتانيا و أهلها.

عال ولد يعقوب

PLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMIT