كانت المرأة ولا تزال سدى اللحمة الاجتماعية، و عبر التاريخ حققت المصاهرة سلاما دائما بين الكثير من الشعوب، سلاما لا يرتكز على الإخضاع و الإذلال، و إنما يقوم على التمازج، و اختلاط الأعراق و الأنساب إلى حد التماهي.
و "في المجتمعات العربية قديما شاعت المصاهرات بين العائلات و القبائل لإقامة تحالفات تنهض بدور اجتماعي إيجابي قائم على العصبية، ورابطة الدم، و حين جاء الإسلام عزز الروابط الاجتماعية في المجتمع الجديد فنهضت النساء بدور بارز في تعزيز تلك الروابط من خلال المصاهرة. و ضرب النبي صلى الله عليه وسلم المثل في ذلك من خلال زوجاته، أمهات المؤمنين،فقد تزوج صفية بنت حيي ليمن المسلمون على سبايا قومها بالحرية ما داموا أصهارا النبي صلى الله عليه وسلم، و كان زواجه من أم حبيبة بنت أبي سفيان تأليفا لقلوب بني أمية الذين ناصبوا الإسلام العداء..."، و الأمثلة الدالة على أن المصاهرات بين العائلات المتنافسة تقرب الأرحام كثيرة ، و ينطبق ذلك أيضا على الأعراق و الشعوب، فلماذا لا نجربه لوأد النزعة العرقية التي أصبحت تطفوا على السطح في موريتانيا مع الانفتاح على الديمقراطية، و حقوق الإنسان.
"حين يصبح العم و الخال مرتبطين برباط لا يمكن أن تنسجه سوى النساء، وهن قادرات على نسجه في ظروف لا تبدوا مواتية، وهذا يمثل القوة الناعمة و القادرة على ترويض عنف الرجال".
فلنفترض أن إبن بيرام ولد الداه ولد اعبيدي تزوج من بنت ولد عبد العزيز، و أن حفيد بوبكر ولد مسعود هو أيضا حفيدا لولد غزواني، وأن السعد ولد لوليد صهرا للشيخ محمد الحسن الددو ..... حينها لن يكون واردا أن يتهم الأجداد بكونهم إقطاعيين أو نخاسين لأنهم أجداد الجميع،و هكذا يتم تقوية الأواصر و يحل السلام والوئام و الطمأنينة محل الحقد و الضغينة، وتنطفئ نار الفتنة التي يحاول البعض أن يضرمها بين مكونات هذا الشعب.
حفظ الله موريتانيا و أهلها
من صفحة الزميل عال ولد يعقوب