يحيولد حدمين وزير التجهيز والنقلكشفت قصة الصور التي قيل إنها تكشف تشققات في أحد مدارج مطار انواكشوط الجديد، كشفت عن دور متزايد لوسائل الإعلام في التأثير في اللعبة السياسية، وبغض النظر عن مدى صدقية تلك الصور، أو مصداقيتها فإن البعد السياسي فيها كان واضحا، لا تخطئه عين، وضوح التشققات التي نشرت في موقع الأخبار.
مصادر خاصة أكدت أن المدرج المذكور مبني في شكل قطع، طول كل قطعة عدة أمتار قليلة، بحيث يمكن إزالة أي قطعة ظهرت فيها مشاكل، دون التأثير في بقية المدرج، ورجحت تلك المصادر أن تدحض الشركة المشرفة على المطار ادعاءات الموقع المذكور في ندوة صحفية مطلع الأسبوع القادم.
إن من يتابع بتأمل إجابات أحد محرري موقع الأخبار في لقاء على قناة الوطنية، يدرك بوضوح أن القصة كلها سياسية بامتياز، حيث بدا الاستهداف الشخصي واضحا في إجابات المحرر، وتوعد، وهدد بكشف خبايا أخرى، مؤكدا أن لديه أدلة أخرى على فشل القطاع المشرف على المطار، وكأنه يقول سأستخدم تلك الأسلحة في الوقت المناسب.
الدليل الآخر على البعد السياسي ل"معركة المطار" هو أن مواقع محسوبة على حزب تواصل جزمت بأن هذه القصة ستطيح بوزير النقل، وذهبت إلى التأكيد أنه متواطئ في هذه الفضيحة، محاولة تشويه سمعة، وصورة الرجل الذي يعتبر من أشد الخصوم السياسيين لحزب تواصل.
ثم إنه حتى لو افترضنا أن تلك الصور صحيحة فإن توقيت نشرها، والضجة التي أثيرت حولها كل ذلك بهدف استغلال القضية سياسيا لمصلحة حزب معين، بدليل أن العديد من الصور، والوثائق، والمعلومات، والبيانات ترد يوميا على بريد موقع الأخبار، ولا تنال حظها من النشر، وقد يكون بعضها أهم بكثير من حفرة، في هذا المدرج، أو ذاك، لأن الأخبار لديها معاييرها الخاصة في نشر ما تنشر، قد لا تكون بالضرورة منحصرة في إنارة الرأي العام، واحترام العقد الأخلاقي مع القارئ- كما قيل- فالعقد المبرم مع حزب تواصل أهم بكثير من عقد القارئ.
لقد حاولت الامبراطورية الإعلامية لحزب تواصل النيل من وزير النقل يحي ولد حدمين في مناسبات سابقة، أبرزها قصة حمله السلاح في كيفه قبل أشهر، التي نجا منها الوزير، وتخلى عنها تواصل بسرعة، بعد اكتشاف زيفها.
واليوم تحاول وسائل إعلام تواصل قصف الوزير جوا عبر مطار انواكشوط الجديد، بعد فشل قصة السلاح البري، وقد لا نتفاجأ إذا نشرت هذه الوسائل صورا تثبت أن وزير التجهيز والنقل يحي ولد حدمين هو المسؤول عن كارثة مفاعل "فوكوشيما" في اليابان، وقد يكون لولد حدمين دور بارز في الأزمة المالية العالمية، وارتفاع أسعار النفط، والاحتباس الحراري..... ولم لا.. كل هذه مجرد قصص، وأساليب قد تكون مشروعة لحسم معركة جيكني، فالهدف يبرر الوسيلة!!