جانب من احتجاجات أمسنددت أبرز أحزاب المعارضة في موريتانيا بقمع الشرطة لمتظاهرين من شريحة لحراطين مطالبين بإطلاق سراح بيرام ولد اعبيدي ورفاقه، وتباينت تعبيرات أحزاب المعارضة في وصفها لتاعامل الشرطة مع المحتجين يوم أمس في انواكشوط، فمن الأحزاب من وصفه ب" الافراط في استعمال القوة" ومنهم من وصفه ب" القمع الوحشي" واعتبره حزب اتحاد قوى التقدم " تراجعا خطيرا في الحريات العامة في البلد".
غير أن المراقبين ينظرون باستغراب لمواقف أحزاب المعارضة هذه، فمن جهة ترفض مشاركة لحراطين مثل هذه الوقفات السلمية، ومن جهة أخرى تعبر تلك الأحزاب عن تضامنها مع لحراطين، وتعتبرهم مظلومين، وضحايا للقمع، ما يصنف مواقف المعارضة بخصوص هذه القضية في خانة " الانتهازية السياسية" واستغلال أي نشاط ضد النظام بغض النظر عن طبيعته، وكأن أحزاب المعارضة بهذا الموقف تقول لميثاق لحراطين:
" اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون" صدق الله العظيم.
ومن الواضح أن أحزاب المعارضة بإدانتها لقمع الشرطة للحراطين، ورفضها مشاركة هذه الشريحة في ما تسميه نضالها المشروع، تكون تلك الأحزاب المعارضة قد أغضبت النظام، ولم ترض لحراطين، ما جعل العديد من نشطاء هذه الشريحة يصف المعارضة والأغلبية في البلاد بوجهين لنظام واحد، أقله فيما يخص قضية لحراطين.