قراءة سريعة في خطاب رئيس الجمهورية

سعدبوه ولد الشيخ محمدسعدبوه ولد الشيخ محمدتعد ذكرى الاستقلال مناسبة سنوية، وفرصة تقليدية لتقييم المسار منذ استقلال البلاد إلى اليوم، وعادة ما ترتبط ذكرى الاستقلال في أذهان المواطنين بخطاب للرئيس، ورفع للعلم، وتوشيح بعض الشخصيات، وأحيانا استعراض عسكري.

لكن ذكرى الاستقلال 54 هذه السنة كانت متميزة بكل المقاييس، تجاوزت المحطات الروتينية للمناسبة، إلى قرارات هامة تنعكس إيجابا على جميع المواطنين، وإرادة واضحة لتحسين الظروف في المستقبل، وتدشينات شملت جميع أنحاء الوطن.

 

خطاب رئيس الجمهورية هذه السنة خلا من الجمل الاعتراضية، أو الحشو، وكانت كل فقرة منه تخاطب شريحة معينة من المجتمع، أو تعالج قضية معضلة، أو تجيب عن أسئلة ينتظر المواطنون إجابة عنها، أو تعكس موقفا يتطلع إليه الجميع.

ففي المجال الاقتصادي والمعيشي جاء إعلان رئيس الجمهورية زيادة رواتب الموظفين بنسب معتبرة لينزل بردا وسلاما على عشرات الآلاف من الموظفين، الذين لا يوافقون البعض في التقليل من شأن هذه الزيادة، فهي بالنسبة لهم خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح طال انتظارها.

وفي المجال السياسي حمل خطاب رئيس الجمهورية استعراضا للمسار السياسي للبلد مؤخرا، ورغبة واضحة في الحوار، والانفتاح على الفرقاء السياسيين، والأهم من ذلك عبر رئيس الجمهورية عن استعداده، بل ورغبته في إشراك الجميع في تسيير الوطن، وبنائه، بعيدا أن أي إقصاء، أو تهميش لأحد، وهي رسالة واضحة لمن يهمه الأمر.

وإلى شريحة الشباب توجه رئيس الجمهورية مباشرة، مؤكدا أن حقهم محفوظ، ومكانتهم  مضمونة، ومستقبلهم واعد، وأن المجلس الأعلى لشباب سيتم تشكيله قريبا، ما يؤكد أن اهتمام رئيس الجمهورية بالشباب لم يكن عنوانا للاستهلاك الانتخابي فقط، بل سياسة راسخة، وتوجها استراتيجا لدى الرئيس.

هذا فضلا عن تأكيد رئيس الجمهورية في خطابه على الحكامة الرشيدة، وتمويل المشاريع الخدمية من موارد ذاتية للدولة، وحسن استغلال الموارد الوطنية، وتنميتها، خاصة الثروة الحيوانية، والزراعة.

ورغم أهمية هذه المحاور من خطاب ولد عبد العزيز إلا أن الفقرة الأهم – بنظري- هي تلك التي تحدث فيها الرئيس عن أهمية التعليم، وجعل السنة المقبلة سنة للتعليم، إنه اهتمام منتظر، فالتعليم قطاع لا أحد يجادل في أهميته، وما من أحد ينكر فساده، وحاجته للاهتمام الرسمي، لذلك فإن جعل 2015 سنة للتعليم تعتبر خطوة معنوية تعكس اهتمام الدولة بهذا القطاع الحيوي، وتجعل الجميع مطالبا بتجسيد هذا الاهتمام واقعا للرفع من المردودية التربوية، وتحسين مخرجات التعليم .

ولم ينس رئيس الجمهورية الترحم على شهداء الأمة، الذين بتضحياتهم نحن اليوم نحتفل بذكرى الحرية والانعتاق، وبذلك يكون خطاب رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز بمناسبة الذكرى الاستقلال الرابعة والخمسين خطابا يلامس هموم الوطن، والمواطن، ويحمل رسائل مبشرة في أكثر من صعيد.

كما تميزت مناسبة الاستقلال هذه السنة بتدشين مرافق عمومية، حيوية، في جميع مناطق الوطن، من بير أم اكرين في أقصى الشمال، إلى النعمه في أقصى الشرق، وكرمسين في الجنوب، وتنوعت تدشينات هذه السنة، لتشمل مرافق في مجالات: التعليم (كلية العلوم بانواكشوط) والصحة (وضع حجر مستشفى كبير في النعمة) والطرق (طرق في اترارزه) والأمن (مرافق عسكرية، وأمنية) فضلا عن تدشينات في الشؤون الاجتماعية، والرياضة، والنقل، ...الخ.

إنها إذا ذكرى الاستقلال الأولى في المأمورية الثانية لولد عبد العزيز،وقد أريد لها أن تكون استثنائية، وبداية لمرحلة جديدة، وفاصلة من عمر الدولة الحديثة، في ظل حكومة قطعت على نفسها عهدا بالقطيعة مع أساليب الماضي، في الدعاية الجوفاء، وتسويق إنجازات على الورق، وركزت حكومة ولد حدمين على العمل الميداني، وتشييد المشاريع، دون منة على أحد.

سعدبوه ولد الشيخ محمد

PLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMIT