"التعايش مع الوباء".. مصطلح بات الأكثر تداولا خلال الأيام الأخيرة، والاحتمال الذي لا مفر منه، وإن كان الجميع يحاول تفاديه، لكن بعد انتشار فيروس كورونا في جميع ولايات الوطن، وخاصة العاصمة نواكشوط، وتسجيل آلاف الإصابات، وعشرات الوفيات، تتجه السلطات الموريتانية للتعايش مع الوباء باعتباره أمرا واقعا لا مناص منه، وفتح الطرق للتنقل بين المدن، وإلغاء أو تقليص ساعات حظر التجول، وقد أوفدت الحكومة وزير الصحة، ومدير الصحة العمومية في جولة داخل البلد لتهيئة الأجواء طبيا، ونفسيا لمرحلة التعايش مع الوباء، قبل إعلان إلغاء قرار منع التنقل بين المدن، والمتوقع مطلع الأسبوع المقبل.
والمفارقة أن المواطنين الذين كانوا يطالبون بتشديد الإجراءات الاحترازية مع بداية ظهور حالات قليلة من الفيروس، هاهم اليوم ينادون بفتح الطرق وتخفيف الإجراءات الاحترازية، ولسان حالهم يقول.. لا يــُنجي حذر من قدر، فما دامت الإصابات يوميا بالعشرات والمئات، فلماذا يتحمل المواطنون مؤونة تلك الإجراات الاحترازية القاسية، كالما لم تؤت أكلها في الحد من انتشار الوباء، ؟؟ ولماذا نمنع أنفسنا من السفر والفيروس قد سبق الجميع ووصل كل ولايات الوطن؟؟.