لم يكد يجف حبر بيان المجلس الدستوري الذي أكد فوز محمد الشيخ الغزواني برئاسة الجمهورية حتى انهالت التهاني عليه من الداخل والخارج، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية أول دولة تهنئ الرئيس المنتخب في بيان صدر عن سفارتها بانواكشوط قبل أن ينفض اجتماع المجلس الدستوري، وأشادت الولايات المتحدة الأمريكية بانتقال السلطة في موريتانيا من رئيس منتخب ديمقراطيا إلى رئيس منتخب ديمقراطيا، بينما لم تنتظر فرنسا، والسعودية، والمغرب، والجزائر، والكويت، والإمارات، وإسبانيا، صدور بيان المجلس الدستوري، وهنأت الرئيس المنتخب ولد الغزواني مباشرة بعد إعلان اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات فوزه في الشوط الأول.
وعلى المستوى الداخلي، لم يخف المواطنون، والطيف السياسي ارتياحهم لانتخاب ولد الغزواني، وأشادت غالبيتهم بالجو الذي جرت فيه الانتخابات، بينما تخلى مرشحو المعارضة عن الدعوة للنزول للشارع للتظاهر اعتراضا على تتائج الانتخابات، وطالبوا بفتح حوار سياسي لتجاوز ما يصفونها بـ"الأزمة السياسية" في البلد، واكتفى مرشحو المعارضة الأربعة بإصدار بيان، بدل عقد مؤتمر صحفي تعليقا على قرار المجلس الدستوري، وكان الرئيس المنتخب ولد الشيخ الغزواني قد وعد خلال حملته الانتخابية بفتح حوار مع الجميع، وإشراك الكل في بناء الوطن، والانفتاح على مختلف الطيف السياسي، دون إقصاء أو تهميش لأي طرف، ما يعني أن موريتانيا تنفست الصعداء، وفتحت صفحة جديدة من تاريخها السياسي، عنوانها الهدوء، والانسجام، وتصفير الأزمات السياسية.