موريتانيا:ثلاثة عوامل ستؤثر في نسبة الإقبال على التصويت في الرئاسيات (خاص)

توشك معركة الحملة الانتخابية المـُمهدة لرئاسيات 22 يونيو 2019 أن تضع أوزارها، وتتجه الأنظار إلى صناديق الاقتراع لتقول كلمتها النهائية، مـُفصحة عن اسم رئيس موريتانيا المقبل، أو الفارسان المتأهلان للنزال الأخير، وبالحديث عن الاقتراع، يتبادر دائما سؤال تقليدي عن نسب الإقبال، أو نسبة المشاركة في التصويت من العدد الإجمالي للمسجلين على اللائحة الانتخابية، ويرى مراقبون أن هناك ثلاثة عوامل ستؤثر سلبا على نسبة المشاركة في التصويت في هذه الانتخابات.

أولا: ضعف حضور الأحزاب، والفاعلين السياسيين خلال الحملة، ومعلوم أن لهؤلاء دورا بارزا في حشد الناخبين، وضمان تصويتهم،وتظهر معطيات الحملة أن الجميع - تقريبا- لا يبدو مكترثا بهذه الانتخابات، إلا بقدر ما يظهر به ولاءه للنظام، عبر مسيرة هنا، أو سهرة هناك، لكن غابت الدعاية الحقيقية، والتعبئة المعهودة في مثل هذه المناسبات، ربما بسبب غياب التنافس المحلي، واعتبار الجميع أن الانتخابات الرئاسية لا تمس مصالحه السياسية المحلية بشكل مباشر.

ثانيا: ضعف حضور المال السياسي

يتعامل معظم الموريتانيين مع المناسبات الانتخابية على أنها مواسم لجني الأرباح، وبقدر ضخ المال السياسي تكون حيوية الحملة ونشاطها، وتفاعل الجماهير معها، والعكس صحيح، والمتتبع لسير هذه الحملة يلاحظ بوضوح "التقشف" الذي يخيم على الحملة، وشح التمويل، وهو ما ولد حالة من الغضب والامتعاض، تتفاوت درجات، وطرق التعبير عنه، لكن الجميع لا يخفيه، خاصة في معسكر أنصار النظام، الذين اعتادوا على تحقيق عائدات مالية من كل انتخابات، ويـُخشى أن يـُترجم هذا الوضع في شكل عزوف عن صناديق الاقتراع، ليس رغبة في المقاطعة، وإنما عجزا عن نقل، وتعبئة الناخبين.

ثالثا: العوامل الطبيعية...

ونقصد بها، حلول هذه الانتخابات في موسم الصيف، حيث ترتفع درجات الحرارة حتى في العاصمة انواكشوط، وهو ما يجعل من الصعب على الناخبين الوقوف في طوابير تحت الشمس الحارقة لساعات قبل التصويت، خاصة كبار السن، والنساء، مع غياب الدافع، بفعل العاملين السابقين، لكن السؤال الأبرز هو: لمصلحة من تدني نسبة المشاركة في التصويت، وإذا كانت النسبة مرتفعة فأي المرشحين سيستفيد أكثر ؟؟.