هـام/ ولد عبد العزيز يرتكب خطأ دبلوماسيا فادحا، فمن أشار عليه بذلك ؟!

تعرضت إيران يوم السبت 22 سبتمبر 2018  لهجوم مسلح، نفذه أربعة مهاجمين مدربين جيدا ضد عرض عسكري في عاصمة إقليم الأهواز بإيران، وأدى الهجوم إلى مقتل عشرات الأشخاص، بينهم جنود، ومدنيون، ضمنهم نساء وأطفال، وبغض النظر عن من يقف خلف هذا الهجوم، ومبرراته، فإن مثل هذه الهجمات تعتبر مرفوضة، ومدانة، ولا يقبلها أي منطق قانوني، ولا سياسي، وسارعت معظم الدول إلى إدانة الهجوم، حتى أمريكا - العدو اللدود لإيران- وصفته بالهجوم الدموي الإجرامي، وبما أن إيران دولة مسلمة، وتقيم معها موريتانيا علاقات دبلوماسية على أعلى المستويات، وبما أن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز يبعث يوميا برقيات التهنئة، والتعزية إلى جميع دول العالم، وبالأمس فقط عزى ولد عبد العزيز باسم موريتانيا الرئيس التنزاني في ضحايا غرق عبارة خلف مئات القتلى، وهو حادث يصنف ضمن الكوارث الطبيعية، فمن غير المستساغ - بأي منطق- أن يمتنع ولد عبد العزيز عن تعزية إيران في ضحايا حادث يصنف ضمن "الأحداث الإرهابية" .. صحيح أن إيران سارعت إلى اتهام دولتين خليجيتين بتدريب المهاجمين، لكن ذلك لا يضفي على الهجوم شرعية، ولا يمنع موريتانيا من أداء واجب التعزية لدولة مسلمة.

إن مبدأ التوازن في العلاقات الدبلوماسية أمر بالغ الأهمية، فحتى الدول التي توجد في حالة حرب رسمية تتبادل عادة برقيات التعزية، والتهنئة في لحظات الكوارث، ومناسبات الأفراح، كالأعياد الوطنية، فما بالك بدولتين مسلمتين تقيمان علاقات دبلوماسية على أعلى مستوى (موريتانيا، وإيران) ثم هل وصل مستوى الارتهان للسعودية، والإمارات درجة تجعل موريتانيا عاجزة عن تعزية أي دولة أخرى بدون إذن رسمي مكتوب من الرياض وأبو ظبي..؟؟، أولم يـُعرف عن ولد عبد العزيز استقلالية قراره، ورفضه الخضوع حتى للدول العظمى مثل فرنسا، فلما نخضع للسعودية على هذا النحو..؟؟، فعلناها بالأمس فطردنا سفير قطر بشكل مفاجئ، لا لذنب اقترفته قطر ضدنا،بعد أن كان يــُستقبل في القصر الرئاسي، وبعد أن كان ولد عبد العزيز ضيفا دائما في الدوحة، واليوم يصل بنا الأمر درجة لا نستطيع معها مجرد التعزية!!!.

المراقبون يرون أنه كان بإمكان الرئيس ولد عبد العزيز أن يؤدي واجب التعزية لإيران، ويحفظ الحد الأدنى من استقلالية قراره دون أن يثير غضب السعودية، وذلك بأن يقدم الرئيس الموريتاني التعزية في ضحايا الهجوم دون أن يصنفه، أو يدينه، أو يصفه، لكن ولد عبد العزيز فضل عدم المجازفة، والغريب في الأمر أن ولد عبد العزيز كان حتى وقت قريب من المهنئينن والمعزين للرئيس الإيراني، ففي يوم 14 نوفمبر 2017 وجه ولد عبد العزيز برقية تعزية للرئيس الإيراني حسن روحاني في ضحايا الزلزال الذي ضرب إيران، وفي يوم 11 فبراير 2018 وجه ولد عبد العزيز برقية تهنئة للرئيس الإيراني حسن روحاني بمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثين لنجاح الثورة الإيرانية، وهي أهم حدث يزعج السعودية، فما الذي تغير - يا ترى-؟!.

PLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMIT