الحرس الوطني.. عندما يبدع العسكر في ميادين الثقافة والرياضة (تقرير مصور)
يعتبر بعض الناس أن العسكريين ميدانهم هو ساحات القتال، ومضامير التدريبات، وجدران الثكنات العسكرية، فهنا يتم تقييم أدائهم، وتحديد مستوياتهم، وقياس كفاءاتهم، لكن يبدو أن هذا الانطباع غير دقيق بالمرة، فالحرس الوطني أثبت خلال التظاهرة الثقافية والرياضية التي نظمها بانواكشوط على مدى أسبوع أنه قطاع قادر على الإبداع هنا أيضا، هنا في ميادين الثقافة، والرياضيةـ وأثبت الحرس الوطني أن لياقة أفراده البدنية، وجاهزيتهم القتالية العالية، لا يضاهيها سوى ثقافة أفراده الواسعة في العلوم العسكرية، وإتقانهم للرياضات المختلفة.
فعلى مدى أسبوع، تنافس عناصر الحرس الوطني، في تظاهرة جمعت الضابط السامي، بالحرسي، وجمعت كذلك الوحدات القادمة من النعمة، بتلك القادمة من روصو، وكيفه، وجميع مناطق الوطن، حيث كانت فرصة للتعارف أكثر، والتنسيق، وتبادل التجارب والخبرات عن قرب، وهو ما شكل زيادة في فاعلية التنسيق، وكرس الانسجام بين صفوف هذا القطاع، ووسط رعاية رسمية، ومتابعة دقيقة من قائد أركان الحرس الوطني الفريق مسقارو ولد سيدي، دارت فعاليات هذه التظاهرة الثقافية والرياضية الأولى من نوعها، حيث وقفت قيادة الجهاز الأمني الهام على مدى جاهزية أفراده البدنية، والذهنية، وكان لافتا انتهاء الأنشطة الرياضية دون أن تسجل حالة إغماء واحدة، أو إصابة لأي عنصر، رغم شدة الحر، وطول مسافات السباق (10 كلم أحيانا)، وتعدد الأنشطة الرياضية، وهو ما يؤشر على اللياقة البدنية التي اكتسبها الحرسيون خلال تكوينهم، ومزاولة عملهم، وقد لاحظ المتابعون دقة التنظيم، وانسيابية الإجراءات خلال هذه التظاهرة، خاصة وأنها المرة الأولى التي ينظم فيها قطاع عسكري تظاهرة بهذا الحجم، من حيث المشاركة، والتمثيل من مختلف الوحدات المنتشرة في عموم التراب الوطني، بل إن الحرس الوطني حرص على إشراك الجيش الوطني، والقطاعات الأمنية الأخرى في هذه التظاهرة عبر الماراتون الذي نظمه، وفاز به الحرس الوطني، والجيش الوطني، وكان مفتوحا للمدنيين، والهيئات الدبلوماسية.
انتهت إذا النسخة الأولى من التظاهرة الثقافية والرياضية للحرس الوطني، وتم تكريم الفائزين في جميع المجالات بجوائز معنوية، ومادية قيمة، بحضزر وزير الداخلية واللا مركزيو، وضرب الحرس موعدا في السنة المقبلة، وسط توقعات بأن تحذو قطاعات أخرى حذو الحرس الوطني، بعد نجاح هذه التجربة، وملاحظة مزاياها، وكونها بمثابة دورة تكوينية مكثفة للمشاركين فيها، ولعل الخلاصة استنتجها المتابعون لهذا الحدث هي أن الحرس الوطني يضم الشعراء، والمبدعين في كرة القدم، وهي مجالات قد يظنها البعض من اختصاص المدنيين.
